المغاربة يحتفلون بذكرى المولد النبوي بطقوس وعادات مميزة

يستعد عموم المغاربة هاته الأيام لاستقبال ذكرى المولد النبوي الشريف الذي يصادف 12 من ربيع الأول من كل عام هجري جديد، وهي ذكرى يجدد من خلالها المغاربة ارتباطهم الوثيق بأفضل خلق الله محمد بن عبدالله عليه أفضل الصلاة والتسليم، ذي الخلق الرفيع، معلم البشرية، وقدوة الإنسان على امتداد الزمان والمكان، الشافع المشفع صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

موكب الشموع بسلا

في مدينة سلا، شهدت المدينة مساء الأحد تظاهرة “موكب الشموع“، الذي جاب أبرز شوارع المدينة احتفاءً بذكرى المولد النبوي. يُعتبر هذا الموكب تقليدًا سنويًا تحتضنه المدينة، ويعود أصله إلى الفترة التي سافر فيها أحمد المنصور الذهبي إلى إسطنبول، حيث شاهد احتفالات المولد هناك. أعجبته تلك الاحتفالات، وعندما تولى الحكم، دعا الحرفيين من سلا ومراكش ليُحيوا هذه الاحتفالات بالمغرب. بعد انتصار المغاربة في معركة وادي المخازن، أصبح الاحتفال بالموكب ذا طابع خاص، حيث تزامن مع ذكرى المولد النبوي.

 

أحد منظمي هذه الفعالية، الحاج عبد المجيد الحسوني، أوضح أن “موكب الشموع” أصبح تقليدًا راسخًا في مدينة سلا، حيث تُزين الشموع المزخرفة بالألوان بأسلوب يتناغم مع فن الفسيفساء والهندسة المغربية الأندلسية. هذا العام، يتميز الموكب بنقلة نوعية من خلال الرعاية الملكية التي يحظى بها، حيث يُشدد الملك محمد السادس على أهمية غرس القيم الإسلامية والحفاظ على التراث. كما شهد الموكب هذا العام مشاركة فرق دينية من مدن مغربية مختلفة، مثل فاس، ووزان، ومولاي يعقوب، بالإضافة إلى الفرق المحلية.

يصطف الجمهور بأعداد كبيرة لمتابعة هذا العرض الذي يصل إلى ساحة باب لمريسة، حيث تُقام منصة رسمية، ثم يتوقف الموكب هناك ليقوم الحسونيون، بقيادة نقيبهم، بالدعاء للملك. بعدها، تُؤدى “رقصات الشموع” في ساحة الشهداء، قبل أن يتجه الموكب نحو ضريح ابن حسون، حيث يُقام حفل ليلي يتضمن فن المديح والسماع الصوفي.

روحانية فاس: احتفالات مبهرة بذكرى المولد النبوي”

يتزامن اليوم مع ذكرى مولد النبوي الشريف، ودائما ما يحرص المغاربة على الاحتفال بهذه المناسبة، وبتنوع الثقافات في المغرب ولكل مدينة عاداتها الخاصة وتقاليدها، لكن تظل مدينة فاس الأكثر تميزا وتفردا بتقاليدها الخاصة لإحياء هذه المناسبة.

ويحرص الفاسيون على افتتاح صباح العيد بإطلاق البخور، وتحضير فطور صباحي خاص بهذه المناسبة كالرغائف أو كما يسمونها “الملاوي“، بالإضافة إلى العصيدة، وبعض الحلوى المغربية، تتلوها وجبة غذاء عادة ما تكون عبارة عن وجبة الديك الرومي، وإرفاقه مع سلطات تناسبه، وتلائم هذه المناسبة.

وروت أسرة فاسية لالة غيتة لصحيفة “مغربنا 24” بأنه أيضا من التقاليد التي يتبعونها هي استغلال هذه المناسبة لزيارة العائلة والأهل، خصوصا أولئك الذين يقطنون بعيد.

كما ذكرت أن المأكولات التقليدية التي تشتهر بها المدينة. التي تحضرها الأسر مجموعة متنوعة من الأطباق، مثل “الكسكس بالفواكه الجافة” و”المسمن” و”البغرير“. وتُعد هذه المأكولات بعناية وتوزع بين العائلات والجيران كرمز للمحبة والتآخي.

لالة غيتة خلال حديثها مغربنا 24 وصفت أن في عشية اليوم تقام أمسيات في الزوايا والمساجد والبيوت، حيث يتجمع الناس للاستماع إلى القصائد التي تمدح النبي محمد وتروي سيرته العطرة. يُحيي هذه الأمسيات مجموعة من المنشدين والحرفيين الذين يتقنون فن المديح، مما يخلق أجواء روحانية تبعث على السكينة والطمأنينة.

في المغرب، لكل منطقة طريقتها الخاصة في الاحتفال بالمولد النبوي، مع تسليط الضوء على الخصوصيات الثقافية والاجتماعية لكل مدينة. من سلا إلى فاس، تتنوع الطقوس والعادات، لكن يبقى الهدف واحدًا: الاحتفاء بمولد خير البشر، وتعزيز قيم المحبة، والألفة، والتسامح

لمشاهدة الفيديو أنقر هكذا مرت أجواء موكب الشموع بسلا

 


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد