أثار انتشار ما يُعرف بـ”تحدي الباراسيتامول” على مواقع التواصل الاجتماعي بالجزائر، خاصة على منصة “تيك توك”، صدمة كبيرة في أوساط المجتمع، بعد تحوّله من مجرد لعبة عبثية لإثبات الشجاعة إلى تهديد حقيقي لحياة المراهقين.
الظاهرة تسللت بسرعة إلى أوساط التلاميذ، لا سيما في المدن الكبرى كالعاصمة وهران وقسنطينة، حيث أقبل مراهقون على تناول كميات كبيرة من دواء الباراسيتامول، المتوفر بسهولة في الصيدليات وبدون وصفة طبية، دون وعي بمخاطره القاتلة. وقد سُجّلت حالات تسمم كبدي حادة، من بينها حالة خطيرة نُقل فيها تلميذ من ولاية المدية إلى المستشفى في وضع حرج.
ورغم خطورة الظاهرة، لم تتحرك السلطات الجزائرية إلا بعد فوات الأوان، إذ وقفت مكتوفة الأيدي في البداية، ولم تُسارع إلى تشديد الرقابة على بيع هذا الدواء، إلا بعد أن بدأ الخطر يتفاقم بشكل كبير. حيث تأخرت كثيراً قبل أن تفرض قيوداً على الصيدليات وتطلق حملات لرصد الحسابات المروّجة لهذا التحدي، ليتم لاحقاً اعتقال عدد من الأشخاص بتهمة التحريض على إيذاء النفس.
وزارة التربية الوطنية هي الأخرى تأخرت في التحرك، ولم تتدخل إلا عبر مذكرة وُجهت للمؤسسات التعليمية بعد انتشار التحدي، وإكتفت بوصفها للظاهرة بـ” الخطيرة”.