في خطوة استباقية لمواجهة التحديات المناخية المتزايدة، قامت المديرية العامة للأرصاد الجوية (DGM) بتحديث مهمتها ورؤيتها للأفق الممتد حتى عام 2035. تهدف هذه المبادرة إلى تعزيز القدرات التنبؤية والإنذار المبكر، مع التركيز على أربع محاور استراتيجية رئيسية تهدف إلى تحقيق مزيد من التقدم في مجال الأرصاد الجوية.
تتمثل أولى هذه المحاور في تعزيز نظام الإنذار المبكر والشامل، حيث تسعى المديرية إلى تحسين قدرتها على التنبؤ بالظواهر الجوية الخطرة والحد من تأثيراتها على المواطنين والاقتصاد الوطني. حيث سيشمل هذا التحسين دقة التوقعات الجوية وتوفير معلومات في الوقت المناسب من خلال نظام متطور للإنذارات المبكرة. بحيث سيتطلب ذلك تحديثات مستمرة للبنية التحتية للمراقبة الجوية حيث ستشمل مناطق جديدة وتحديث المعدات المستخدمة.
المحور الثاني يتعلق بتحديث وتطوير البنية التحتية للأرصاد الجوية، حيث ستعمل المديرية على تعزيز شبكة الرصد الجوي على مختلف المستويات، سواء كانت البرية أو البحرية أو في طبقات الجو العليا. كما سيشمل استثماراً في تقنيات جديدة ومتطورة مثل مراكز البيانات الحديثة وتوسيع القدرات الحسابية لتوفير معلومات دقيقة وآنية.
أما المحور الثالث فيركز على تعزيز البحث والابتكار في مجالات الأرصاد الجوية. بحيث تسعى المديرية من خلال هذا المحور إلى تحسين النماذج العددية للتنبؤ بالأحوال الجوية وتطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحليل البيانات بشكل أكثر دقة وفعالية. حيث سيكون لهذا البحث دور كبير في زيادة دقة التوقعات وتهيئة القدرة على استباق الظواهر الجوية الحادة، مثل العواصف الرملية والفيضانات.
اما بالنسبة للمحور الرابع فسيعتمد على تعزيز التعاون الدولي والشراكات في مجال الأرصاد الجوية. حيث تسعى المديرية إلى تعزيز مكانتها على الساحة الدولية من خلال المشاركة الفاعلة في المنظمات الإقليمية والدولية، وكذلك من خلال بناء شراكات مع الدول الأخرى في مجالات الأرصاد الجوية ودراسات التغير المناخي.