صراعات التي شهدها مجلس مدينة الرباط في الدورة السابقة، على عهد العمدة السابق الصديقي ، انطلقت سريعا في الولاية الحالية ،على بعد سنة من تولي اغلالو منصب العمودية، هل اصبح هذا الواقع ” السياسي المزري ” قدر العاصمة ،الرباط؟
عاصمة المملكة، التي أطلق عليها صاحب جلالة الملك محمد السادس، نصره الله ، مدينة الأنوار ،بعد رسم لها برنامج استراتيجي ، سيغير معالمها ، وسيجعل منها مدينة عاصمة ذات صيت عالمي بشوارعها الواسعة وإعادة تهيئة احياءها وتثمين معالمها التاريخية ، والتي اكتسبت حماية دولية كتراث عالمي وانساني باعتراف اليونسكو، كل هذا لا يجد الاهتمام والجدية الكافية من قبل منتخبيها والذي اختاروا” التطاحن والصراع “حول المصالح الضيقة.
ربما كان الأمر مفهوما بعض الشيء في عهد صديقي بسبب،”جهله” قواعد تسيير مدينة بحجم عاصمة لها طموح كبير، وتغيبه لقواعد دمقرطة التسيير الجماعي للمدينة، أغلبية ومعارضة والتعامل مع المقاطعات، الامر دفع المعارضة داخل المدينة للتصدي له بقوة، ليخرج من الرباط بصفر إنجاز.
لكن ، ورغم الانتقادات التي وجهت وتوجه العمدة الحالية اغلالو ، لا يمكن إنكار أن العاصمة شهدت دينامية قوية في بداية المجلس الجماعي الحالي، فها هو المخطط لحضري يأخذ طريقه للتجسيد على أرض الواقع، والمناطق الخضراء تتسع ، وإعادة هيكلة بعض الأحياء واطلاق بعض المشاريع التي أخذت طريقها للتنفيذ الفعلي .
وعلى عكس صديقي البيجيدى الذي واجهة معارضة مكونة من أحزاب أخرى، تواجه أغلالو معارضة من ذات المكون السياسي الذي تنتمي إليه ، ذات الأغلبية التي نالت ثقتها قبل أن تنقلب عليها ، لا شيء بحسب مقربين منها، سوى أنها لم ترضخ لبعض طموحات ومطالب مستشاري اغلبيتها ، ربما لديها تفسير لهذا الموقف.
ومن يعارضون اغلالو من حزبها مطالبون بتفسير انقلابهم عليها، والعمدة بدورها عليها الخروج للرأي العام الرباطي لتوضيح “الواضحات” التي أدت إلى انقلاب مستشاري حزبها عليها، سكان الرباط بحاجة إلى تفسيرات وتوضيحات في هذا الإطار .
وفي الاخير، لا بد من وضع حد لهذه الصراعات التي أضحت عاصمة المملكة وسكانها ضحية لها.
الأمر استعجالي في ظل جمود عدد من المشاريع الملكية وتأخر عدد اخر ، خاصة بعد رسو تنظيم كأس افريقيا للأمم 2025 على المغرب، و والذي سيتبعه تنظيم الموندياليتو ، ثم الموعد الرياضي الكبير الذي زفه جلاله الملك لكافة المغاربة ، وهو قبول الملف الثلاثي المغربي الاسباني البرتغالي لاستضافة كأس العالم 2030،حيث ستكون عاصمة المملكة في الواجهة.