نظّمت جمعية الصحة في العمل بمدينة فاس، يوم السبت 23 نونبر 2024، الملتقى السنوي الثامن عشر تحت شعار: “طبيب الشغل والوقاية من الاضطرابات الصحية داخل المقاولة”. هذا الحدث العلمي عرف مشاركة واسعة لنحو 140 مؤتمراً من مختلف أنحاء المغرب، غالبيتهم أطباء متخصصون في طب الشغل، إلى جانب حضور ممثلين عن وزارات التشغيل، والصحة والحماية الاجتماعية، والتجارة والصناعة.
هذا الملتقى، الذي أصبح تقليداً سنوياً للجمعية، ركّز في دورته الحالية على إبراز أهمية طبيب الشغل في تعزيز الوقاية من حوادث الشغل والأمراض المهنية داخل المقاولات، بما يساهم في ضمان صحة العمال وتحسين بيئة العمل.
وقد شهدت الجلسات العلمية تقديم عروض قيمة من طرف خبراء وأساتذة جامعيين تناولوا مواضيع محورية، من بينها التقنيات الحديثة لتتبع صحة العمال بهدف الوقاية من الأمراض المهنية، وسبل تعزيز الصحة النفسية في بيئة العمل، إلى جانب تسليط الضوء على المستجدات التشريعية والسياسات المحلية والدولية المتعلقة بالصحة والسلامة المهنية.
كما أُقيمت ورشات عملية، أبرزها حول الإسعافات الأولية داخل المقاولة، مما أتاح للحضور فرصة الاطلاع على تقنيات ميدانية تُعزز من جاهزية المقاولات للتعامل مع الطوارئ.
دعوة لتعزيز الصحة المهنية
وفي ختام الملتقى، شدّد المشاركون على ضرورة إيلاء الصحة والسلامة المهنية مزيداً من الاهتمام من قبل المسؤولين وصناع القرار. وقد صدرت عن المؤتمر توصيات هامة، منها تطوير التشريعات الخاصة بالصحة المهنية، وجعل التأمين ضد الأمراض المهنية إلزامياً، مع تعزيز التكوين في هذا المجال وتحفيز المقاولين على الاستثمار في تحسين ظروف العمل.
رئيس جمعية الصحة في العمل بفاس، في كلمة ختامية، أكد أن الملتقى يعكس التزام الجمعية بالنهوض بالصحة المهنية باعتبارها ركيزة أساسية لضمان استدامة المقاولات ودعم الاقتصاد الوطني.