شهد المقر المركزي للنقابة الوطنية للصحافة المغربية بالرباط مساء اليوم الخميس 26 دجنبر الجاري ، ، لقاءً خصص لقراءة ومناقشة الإصدار الجديد للصحفي عبدالله الشرقاوي “التشادي ‘مبعوث داعش’ إلى المغرب يطلب الصفح”.
في أعماق متاهات العدالة، حيث تتشابك خيوط الحقيقة والظنون، انبثق كتاب “التشادي” كشمعة تضيء دروب الظلام. ففي رحاب النقابة الوطنية للصحافة المغربية، ، احتشد الأدباء والصحفيون والمهتمون بقضايا المجتمع، يستمعون إلى حكاية مؤثرة عن صراع بين الإيمان والتطرف، بين الوطن والإرهاب
هذا الكتاب، بمثابة قطعة من فسيفساء معقدة، يروي قصة مواطن تشادي جرفته التيارات المتلاطمة للإرهاب إلى شواطئ المغرب، محاولاً زرع بذور الفتنة في أرض السلام. ولكن، بفضل يقظة الأجهزة الأمنية وعزيمة القضاء، تم إحباط هذا المخطط الدنيء
الكاتب، عبدالله الشرقاوي، ، حوّل صفحات المحاكم إلى لوحات فنية، يرسم فيها تفاصيل القضية بدقة متناهية، وكأنه نحات ينحت تمثالاً من الرخام. فكل كلمة يكتبها هي قطعة من لغز يحاول فك شفرته، وكل جملة هي دليل جديد يقربنا من الحقيقة.
ولكن هذا الكتاب ليس مجرد سرد للأحداث، بل هو تحليل عميق لدوافع الإرهابيين وأهدافهم، وكشف عن الآليات التي يستخدمونها للتغرير بالشباب وتجنيدهم. إنه نداء للاستيقاظ، وتحذير من مخاطر التطرف، ودعوة إلى التكاتف لمواجهة هذا الخطر الداهم.
أكد الكاتب والصحفي عبد الله الشرقاوي، في تصريح لـ”مغربنا 24“، أن الهوامش التي تضمنها كتابه حول قضية ‘التشادي’، والتي بلغ عددها 429 هامشًا، تحمل أهمية تفوق بكثير أهمية القضية نفسها. وأوضح الشرقاوي أن هذه الهوامش تطرح مجموعة واسعة من الأسئلة والإشكالات المتعلقة بالإرهاب والعدالة في المغرب، بدءًا من مصير المحكوم عليهم بعد انتهاء فترة العقوبة، وصولًا إلى قضايا أوسع مثل كفاءة النظام القضائي وظروف المحاكمات. ولفت الشرقاوي الانتباه إلى أن هذه الهوامش تسلط الضوء على العلاقة المعقدة بين الإرهاب والفساد والاستبداد على الصعيدين الوطني والدولي
أشار خليل الادريسي محامي بهيئة الرباط و رئيس مجلس الحقوق للامن التشريعي والقضائي، في حديثه لصحيفة مغربنا24 أن في قضية “التشادي تم الحكم على المتهم بعقوبة أثقل من العقوبة التي كان قد تم تخفيضها في قرارات قضائية سابقة. وأضاف الادريسي أن هذا الحكم يعد انتهاكاً لمبدأ أساسي في القانون وهو أن لا يضار أحد بطعنه.
أكد المشاركون في الندوة على الحاجة الملحة لوجود صحافة متخصصة في تغطية الشأن القضائي، مشيرين إلى تراجع الاهتمام الإعلامي بالمحاكمات. وعزوا هذا التراجع إلى عدة عوامل، من بينها ضعف الإنتاجية الصحفية وعدم تشجيع المؤسسات الإعلامية على هذا النوع من التغطيات. وقد تم خلال الندوة الإشادة بالصحفي عبدالله الشرقاوي الذي قدم نموذجاً يحتذى به في مجال تغطية الجرائم والمحاكمات
أثارت الندوة تساؤلات حول الأسباب التي أدت إلى تراجع التغطية الصحفية للمحاكمات. وخلص المشاركون إلى أن ضعف التحفيز المادي والمعنوي للصحفيين، بالإضافة إلى صعوبة الحصول على المعلومات من مصادر قضائية، هي من بين العوامل الرئيسية وراء هذا التراجع. ومع ذلك، تم التأكيد على أهمية دور الصحافة في مراقبة عمل القضاء وضمان الشفافية
أ شاد المشاركون في الندوة بالدور الكبير الذي لعبه الصحفي عبدالله الشرقاوي في تغطية الشأن القضائي، مؤكدين على أهمية تجربته في مجال تغطية الجرائم والمحاكمات. وقد تم اعتبار الشرقاوي نموذجاً يحتذى به للصحفيين الذين يرغبون في التخصص في هذا المجال
شاهد