الشراكة الاستراتيجية بين المغرب وروسيا: رؤى جديدة للتنمية في إفريقيا

 

أجرى وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، السيد ناصر بوريطة،أمس الأحد في سوتشي، مباحثات مع نظيره الروسي، السيد سيرغي لافروف، وذلك على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة المغربية الروسية. وذلك على هامش المؤتمر الوزاري الأول لمنتدى الشراكة روسيا – إفريقيا. وتناول اللقاء القضايا الثنائية وناقش القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك.

 

وتأتي هذه المباحثات ضمن علاقات الشراكة الاستراتيجية المعمقة بين المغرب وروسيا، التي أطلقها الملك محمد السادس والرئيس فلاديمير بوتين خلال زيارة ملكية لموسكو في سنة 2016.

 

وتمتاز العلاقات بين البلدين بحوار منتظم على مستوى عالٍ، حيث التقى الوزيران سابقاً في 27 شتنبر الماضي على هامش الدورة الـ 79 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، كما عقدا مباحثات في 21 دجنبر  2023 خلال الدورة السادسة لمنتدى التعاون روسيا – العالم العربي بمراكش.

 

وفي كلمته خلال المؤتمر الوزاري، أبرز بوريطة رؤية الملك محمد السادس للشراكات والتنمية في إفريقيا، مشيراً إلى ثلاث مبادرات ملكية هامة تشمل مسلسل الرباط للدول الإفريقية الأطلسية، ومبادرة تسهيل ولوج دول الساحل إلى المحيط الأطلسي، وخط أنبوب الغاز نيجيريا – المغرب. وأكد بوريطة أن هذه المشاريع تمثل تجسيدا عمليا لدعوة الملك لتغيير مقاربة الشركاء التقليديين تجاه القارة الإفريقية، حيث شدد على أن إفريقيا بحاجة إلى شراكات ذات منفعة متبادلة أكثر من حاجتها إلى المساعدات.

 

وأكد بوريطة التزام المغرب الدائم بدعم القارة الإفريقية، موضحاً أن رؤية المغرب لإفريقيا تنطلق من اعتبارات تنموية تهدف إلى توفير حلول إفريقية للتحديات المحلية، مستندة إلى تعاون جنوب-جنوب فعال ومتناغم. وأشار إلى أن ما تحتاجه إفريقيا هو مشاريع هيكلية للتنمية البشرية والاجتماعية، مؤكداً أن أفضل شريك للقارة هو من يواكب تقدمها ويعمل على تعزيز قدراتها.

 

وخلال المؤتمر، دعا بوريطة إلى احترام صوت إفريقيا على الساحة الدولية، موضحا أن صوت إفريقيا يجب أن يكون مسموعا ومؤثرا، مشيرا إلى أن السلام والتنمية المستدامة في إفريقيا يتطلبان احترام سيادة الدول ووحدتها الترابية، بالإضافة إلى احترام قواعد حسن الجوار. وأضاف أن شركاء إفريقيا ينبغي عليهم تجاوز منطق الوصاية، مؤكدا أن القارة قادرة على تدبير قضاياها بشكل مستقل.

 

وأكد بوريطة على الإمكانيات الكبيرة للشراكة بين روسيا وإفريقيا، خاصة في مجالات الأمن الغذائي والطاقة، موضحا أن المغرب مستعد للتعاون ضمن هذه الشراكة.

 

 

للمزيد…

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة