يبدو أن الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، لم” يبتلع” او “يعي “ ويتفهم ، القرار الفرنسي القاضي بالإعتراف بمغربية الصحراء ، وبكون مبادرة الحكم الذاتي، مبادرة تتلقى دعما دوليا وأمميا.
الرئيس الجزائري ،سحب سفيره بباريس ،قبل أن يعيده، وزعم أنه ألغى زيارة كانت مرتقبة لفرنسا، آملا أن تتراجع فرنسا عن موقفها.
الإعلان عن الإعداد لزيارة مرتقبة للرئيس الفرنسي للمغرب ، والتي من المتوقع أن يعلن خلالها ايمانويل ماكرون عن الموقف الفرنسي رسميا ، وتتوج بتوقيع شراكات بين المملكة المغربية والدولة الفرنسية ،تخص مشاريع كبرى في جل جهات المغرب بما فيها الجهات الجنوبية .
زاد من الغضب الجزائر ، وأخرج الرئيس عبد المجيد تبون عن تحفظه الديبلوماسي بخصوص العلاقات الجزائرية الفرنسية ، وعاد لإستعمال مصطلحات تعود إلى العهد الاستعماري ،ناسيا أن الجزائر الحالية بحدودها ليست سوى ” هبة فرنسية “ خارج التاريخ والجغرافيا والمنطق .
الرئيس الجزائري عبد المجيد تبون، وصف في رسالة وجهها للشعب الجزائري بمناسبة “اليوم الوطني للهجرة”، “أوساطا (فرنسية لم يسميها) بالمتطرفة” معتبرا أنها حاولت تزييف ملف الذاكرة المرتبط باستعمار فرنسا للجزائر، وتعمل لدفعه إلى رفوف النسيان. بحسبه.
واعتبر بمناسبة الذكرى الـ 63 لمجازر 17 أكتوبر عام 1961 ،أن الشرطة الفرنسية بالعاصمة الفرنسية قمعت بالقوة، بأمر من قائدها موريس بابون، مظاهرة سلمية لآلاف الجزائريين الذين خرجوا، للتظاهر مطالبين بالاستقلال وتنديدا بحظر التجوال الذي فرض عليهم من الساعة الثامنة ليلا إلى الساعة الخامسة صباحا ،في ذلك اليوم.
واشار إلى أن الشرطة الفرنسية أطلقت النار على المتظاهرين في ميترو الأنفاق، وألقوا العشرات منهم أحياء في نهر السين، قائلا ان: “المشاهد المأساوية بمحطات ميترو الأنفاق، وجسور نهر السين بباريس، التي يحتفظ بها الأرشيف الموثق لحقد الاستعمار ودمويته وعنصريته بتلك اللحظات المجنونة، الخارجة عن أدنى حس حضاري وإنساني، تؤكد عمق الرابطة الوطنية المقدسة بين أبناء وطننا العزيز”.
وأشار إلى أن “الذكرى تستعيد فيها الأجيال اعتناق الجالية الجزائرية بفرنسا المد الثوري التحرري في جزائر عقدت العزم على الخلاص من هيمنة الاستعمار ومن أوهام المستوطنين”.
وجدد الرئيس الجزائري تمسك بلاده “بمبدأ الحق والإنصاف” فيما يتعلق بملف الذاكرة.
وأضاف أن “مسألة الذاكرة تحتاج إلى نفس جديد النزاهة للتخلص من عقدة الماضي الاستعماري والتوجه نحو مستقبل لا إصغاء فيه للحقد والكراهية”.
وكما هو مألوف في الجارة الشرقية ،عادت لما اعتاد عليه حكامها عند كل خلاف سياسي،للتاريخ الاستعماري بهدف ممارسة نوعا من الضغط على حكام الاليزيه، ليس من أجل الحزائريين ومعاناتهم ،بل من أجل اهداف سياسيوية لا تخدم الجزائر نفسها بقدر ما تخدم استمرار جنيرالات فرنسا في التحكم في موارد الجزائر.