دعا المشاركون في مناظرة جهوية حول التشجيع الرياضي نظمت، اليوم الأربعاء بمراكش، إلى انخراط كافة الأطراف المعنية، قصد النهوض بتشجيع رياضي إيجابي ومسؤول يعكس الحضارة العريقة للمملكة وقيمها المجتمعية، القائمة على التسامح والتعايش.
وشكل هذا اللقاء، المنظم من طرف ولاية جهة مراكش آسفي، فرصة أيضا، للدعوة إلى الرفع من مستوى التشجيع الرياضي بالمغرب، لاسيما عبر اعتماد ميثاق يجمع بين الشغف والاحتفاء وواجب الانضباط لإجراءات الأمن والسلامة، وكذا نبذ كافة أشكال العنف خلال التظاهرات الرياضية.
وأوصى المشاركون بإحداث مرصد جهوي للتشجيع الرياضي ي عنى بتجميع المعطيات والمؤشرات، والقيام بمقارنة معيارية للاستفادة من النماذج الدولية الناجحة في مجال تأطير الجماهير، مبرزين دور المشجعين في النهوض بالثقافة والهوية المغربية والسياحة الوطنية.
وشدد المتدخلون على ضرورة انخراط المؤسسات التربوية والجامعية في تحسيس المشجعين الشباب وتجويد ظروف التنظيم والاستقبال بالملاعب، قصد خلق أجواء تنشيطية وترفيهية للمشجعين.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرز والي جهة مراكش آسفي عامل عمالة مراكش، فريد شوراق، وجاهة اختيار موضوع التشجيع الرياضي، الذي “يكتسي أهمية بالغة بالنظر لسياق الوضعية الراهنة والمستقبلية التي يشهدها الحقل الرياضي ببلادنا”، وذلك بغية تطوير آليات التشجيع الرياضي والارتقاء به إلى مستوى تنظيم التظاهرات الرياضية الكبرى بالمملكة.
وذكر بأن المغرب شهد، خلال السنوات القليلة الماضية، تحت القيادة الرشيدة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، تطورات متسارعة في المشهد الرياضي عامة والكروي خاصة بلغت أوجها بعد الإنجاز التاريخي للمنتخب الوطني المغربي بمونديال قطر 2022.
وأشار السيد شوراق، إلى أن الجماهير المغربية أبهرت، خلال فعاليات هذه التظاهرة الرياضية، العالم بحضورها المميز في المباريات والأجواء الحماسية التي خلقتها، لتكون بذلك علامة مميزة وفارقة، ويتم اختيارها من بين أفضل الجماهير العالمية الحاضرة بهذه التظاهرة.

وأضاف أن هذه الصورة المتميزة للمشجعين المغاربة سلطت الضوء على الحاجة الملحة لتعزيز ثقافة التشجيع الرياضي الإيجابي بالمملكة، قصد المساهمة في تطوير بيئة الملاعب وتحسين شروط النهوض بالأدوار الجماهيرية، داعيا كافة الأطراف المعنية إلى الانخراط المسؤول والتعبئة الشاملة قصد بناء رؤية مشتركة للنهوض بثقافة التشجيع الرياضي، كفضاء للتعبير عن الانتماء الوطني تعزيزا لصورة المغرب كبلد حضاري متشبث بقيم التسامح والاحترام.
من جانبه، أبرز مدير الأكاديمية الجهوية للتربية والتكوين بمراكش آسفي بالنيابة، محمد بلقرشي، الدور المحوري ومتعدد الأبعاد للجمهور في إنجاح التظاهرات وإشاعة صورة إيجابية عن المغرب، مشددا على ضرورة التعبئة الشاملة لكافة الأطراف المعنية قصد النهوض بتشجيع رياضي إيجابي ومسؤول يرتكز على قيم الضيافة والانفتاح والتسامح، ويعبر عن الحب والانتماء والاعتزاز بالهوية الوطنية.
وفي هذا الإطار، أكد السيد بلقرشي على ضرورة التوافق حول رؤية مشتركة من شأنها النهوض بتشجيع رياضي قائم على الروح الرياضية، والوطنية الفاعلة والمسؤولة والانضباط والالتزام بالقوانين واحترام التدابير التنظيمية، مشددا على تضافر جهود جميع المتدخلين من أجل الحفاظ على كافة المكتسبات وتثمين الشغف والسلوكيات الحضارية للمشجعين المغاربة خلال كأس العالم قطر 2022.
من جانبه، أشار رئيس العصبة الجهوية لكرة القدم بمراكش آسفي، مولاي عبد العزيز العلوي، إلى أن تنظيم هذه المناظرة يعكس المقاربة التشاركية الملموسة بين جميع الفاعلين المحليين المعنيين بالمجال الكروي، مسجلا أن كأس إفريقيا للأمم 2025 وكأس العالم 2030 سيتيحان للمغرب “مناسبة فريدة لإبراز قيم الهوية الوطنية من خلال التشجيع الوطني المسؤول القائم على قيم حسن الضيافة والانفتاح والتسامح”.
وتوخت هذه المناظرة الجهوية، التي تميزت على الخصوص، بحضور عمال أقاليم الجهة ورؤساء المصالح الخارجية ومسؤولين قضائيين وأمنيين ومنتخبين وخبراء معنيين بالمجال الرياضي وجمعيات المجتمع المدني، تعزيز الروابط بين الجماهير الرياضية للأندية، والسلطات العمومية وكل الفاعلين المرتبطين بهذا الشأن، وتعميق النقاش وتبادل التجارب حول الوسائل الكفيلة بتطوير آليات تشجيع رياضي مسؤول.