بقلم الصحفية أمال الهواري
عندما أردت الكتابة عن موضوع التعليم الخاص، المدارس الخصوصية، الرسوم المدرسية، التكلفة الشهرية لكل تلميذ، تكلفة الكتب الباهضة، وتغييرها كل سنة، وكذا رفض الاغلبية الساحقة من المدارس تسلم مبلغ الواجب الشهري عبر البطاقة البنكية، مشاكل بالجملة، أحسست بالحرج من كون أن هذا الموضوع وإثارته يعود للواجهة مع كل بداية سنة دراسية، وتساءلت من جدوى التكرار بما ان لاشيء يتغير، بل ان حتى مسؤولية ما تؤول إليه أوضاع هذا القطاع لازالت غير واضحة، هل الوزارة المعنية، هل القوانين في حد ذاتها، هل المستثمرين، هل النقابات المتواطئة في غالب الاوقات أم جمعيات أولياء التلاميذ أم الأولياء الذين يقبلون بالأوضاع وينصاعون لتغول المستثمرين ويستسلمون لطلباتهم الشرهة…
بوغطاط أو جاثوم بداية الموسم الدراسي يطبق على صدور أولياء التلاميذ، حتى ان احد الآباء الذين اعرفهم شخصيا يروي لي قصته مع ابنته التي تعاني من فرط الحركة واضطراب الانتباه والتركيز، مع اني اتحفظ على كلمة تعاني، لأنها ربما تعاني مع من يحيط بها وليس مع نفسها شخصيا، قلت ان الاب ايضا يعاني على مستويين او بالأحرى على عدة مستويات، أولها انه لا وجود لمدارس مخصصة لهذا النوع من الأطفال.
ثانيا أن المدارس خاصة بالدار البيضاء وصلت الاثمنة الى خمس آلاف درهم أو أكثر، (صالير على قدو) ولا مجال للقول ان كل مواطن ومقدرته لان في المنطقة التي يقطن بها (النواصر) صال وجال عدة ايام بحثا عن مدرسة بأثمنة معقولة، بل حتى انه لا وجود لمدرسة عمومية على الإطلاق، وما رأيكم بعد كل هذا، العديد من المدارس الخاصة تجبر الأطفال وأقول الأطفال في سن الخامسة على امتحان قبول الالتحاق بالمدرسة!!! نعم يسمى test، حتى تعرف مستوى الطفل، بل وحتى تقرر هل تقبله ام انت سيتوجب عليها بدل مجهود كبير في تعليمه إذا كان “دون المستوى”!!!!، يال الهول، مضحك مخزي مقلق وغير مقبول، فكيف تقبل الوزارة المعنية والنقابات والجمعيات هذه الممارسات، وكيف يستبيحها الأولياء على أبنائهم، ألهذا الحد ليس أهم خيار آخر؟!..
ويبقى اللوم هنا على جميع الفاعلين الذين لا يحركون ساكنا امام تغول لوبي قطاع التعليم الخاص الذي ينخر جيب الطبقة المتوسطة التي انهكها غلاء المازوط والخضروات والفواكه والبيض والدجاج والسكن…
وكذلك اللوم أيضا للأولياء الذين لم يقاطعوا التعليم الخاص ولم يطالبوا الوزارة بإيجاد حل لهم ولأبنائهم ولجيوبهم، ويبقى الحال على ما هو عليه بل وسيزداد سوءا ونبقى نحن وامثالنا من الصحفيين نكتب المقالات ونعبر عبر مواقع التواصل ونحس في كل مرة بالحرج في كتابة نفس المحتوى ونفس المعطيات كل بداية سنة دراسية، بسبب بقاء الحال على ما هو عليه.
إقرأ كذلك
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )