الخبير الاقتصادي الدولي محمد احميدوش : المغرب جسر بين القارة الإفريقية وبقية العالم

يتحدث الخبير الدولي المتخصص في الدبلوماسية والتنمية الاقتصادية بإفريقيا، محمد احميدوش، عن توسع المقاولات المغربية بإفريقيا، وربط السوق المغربية بالإفريقية، واحتضان المغرب لمنتديات دولية ترسخ مكانته كمركز إقليمي.

كما يقدم محمد احميدوش، الرئيس المؤسس لـ Inter Africa Capital Group، تحليلا عن الآفاق الاقتصادية الإقليمية.



1 – ما هي القطاعات التي تميزت فيها الشركات المغربية بشكل خاص بإفريقيا ؟

خلال العقدين الماضيين، وبفضل الزيارات العديدة التي قام بها صاحب الجلالة الملك محمد السادس، أبرم المغرب أزيد من 1000 اتفاقية في مختلف مجالات التعاون مع بلدان إفريقية. فتح جلالة الملك المجال أمام أفرقة الشركات المغربية، مؤكدا بذلك خيار المملكة للتوجه نحو إفريقيا.

وقد نجحت بعض الشركات المغربية بشكل رائع في تحقيق مكاسب والاستقرار في السوق الإفريقية، في حين تواجه شركات أخرى صعوبات في بيئة معقدة أحيانا، تتسم بالمنافسة.

بفضل الرؤية بعيدة النظر لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، أصبحت عدة قطاعات ممثلة حاليا في إفريقيا، لاسيما البنوك وشركات التأمين والبناء (بما في ذلك السكن الاجتماعي)، وصناعة الإسمنت، ومكاتب الدراسات والمهندسين المعماريين والمحامين.

وتجدر الإشارة إلى أن أكثر من ثلثي التجارة المغربية تتم مع الاتحاد الأوروبي، إذ يفضل الفاعلون الاقتصاديون تركيز انتباههم على أقرب “منطقة راحة”، نظرا للموقع الجيو-ستراتيجي للمغرب، الذي لا يبعد سوى 14 كلم عن القارة الأوروبية.



2 – ما هي المنتجات المغربية التي نجحت في ترسيخ مكانتها في السوق الإفريقية؟

تمكنت بعض الشركات من تقديم منتجات تتكيف بشكل فعال مع احتياجات السكان المحليين في السوق الإفريقية، كما تتميز بفعاليتها، ولعل المنتجات التي تحمل علامة “صنع في المغرب” متميزة في السوق الإفريقية، مثل السردين المغربي، الذي أصبح رمزا حقيقيا لهذا النجاح، سواء في الإنتاج أو في التصدير.

من المهم أيضا تسليط الضوء على الدور الهام الذي تلعبه الخطوط الملكية المغربية، والتي تسهل السفر وتشجع الاتصال من خلال الرحلات الجوية التي تربط مباشرة بين مختلف مناطق إفريقيا، وبالتالي تجاوز الحاجة إلى المرور عبر أوروبا. على سبيل المثال، للذهاب من دوالا (الكاميرون) إلى أبيدجان (ساحل العاج)، لم يعد من الضروري المرور عبر أوروبا أو قطر أو دبي، بل يجب التوقف في الدار البيضاء.



3 – ما هي العراقيل التي مازالت قائمة أمام توسع الشركات المغربية في السوق الإفريقية؟

تشكل السوق الإفريقية سوقا واعدة ومهمة لكنها مازالت مجهولة من لدن الكثير من الشركات المغربية بسبب نقص المعلومات. في الواقع، فإن بعض الشركات الوطنية تكافح من أجل اغتنام الفرص التي تتيحها السوق الإفريقية عندما تسعى إلى توسيع أنشطتها أو تطويرها أو تدويلها، لا تزال هناك عقبات مثل التأشيرات وتدبير العملات النقدية والأداءات ، مما يعيق توسع المقاولات.

ومع ذلك، تبذل مجموعة من المؤسسات، وخاصة البنوك المغربية، جهودا متواصلة لتذليل هذه العقبات، فقد أحدثت تسهيلات للدفع، بما في ذلك أنظمة آمنة تسمح بالتبادل الآمن باستخدام العملات المحلية، وبالتالي إلغاء الحاجة إلى اللجوء إلى الدولار أو الأورو.



4 – كيف يمكن دعم الشركات المغربية لتموقع أفضل في السوق الإفريقية ؟

من الضروري ضمان تمثيلية للغرف التجارية، على غرار مصر في السوق المشتركة لشرق وجنوب إفريقيا (كوميسا).

أدى ظهور المدينة المالية للدار البيضاء (CFC)، أول مركز مالي في إفريقيا، إلى زيادة اهتمام رجال أرباب الشركات المغاربة والأجانب الراغبين في الحصول على وضع (CFC)، والذي يمنحهم مزايا جذابة، لاسيما الولوج إلى المعلومات ذات الصلة بإفريقيا.

ويرسخ المغرب مكانته باعتباره البوابة المفضلة لإفريقيا، كما يسهل ولوج الشركات الأجنبية إلى السوق الإفريقية. تستفيد هذه الشركات من دعم الفاعلين المغاربة ميدانيا، فيما تلعب البعثات الدبلوماسية المغربية دورا رئيسيا في تقديم الدعم والمشورة والتوجيه فيما يتعلق ببيئة الأعمال.



5 – كيف يعزز المغرب دوره كمركز اقتصادي عالمي؟

يبرز المغرب كمركز اقتصادي استراتيجي، حيث يعمل كجسر بين القارة الإفريقية وبقية العالم. تستفيد هذه المكانة من تنظيم اجتماعات كبيرة، تساهم في خلق سوق حقيقية لإبرام الأعمال.

وتعد الملتقيات المهمة، مثل منتدى الاستثمار الإفريقي (8 – 10 نونبر 2023) والاجتماعات السنوية للبنك الدولي وصندوق النقد الدولي (9 – 15 أكتوبر)، اللذين انعقدا بمراكش، أمثلة ملموسة على ذلك.

وتعتمد سمعة المغرب الدولية والإفريقية على بنيته التحتية المتطورة وبيئته المواتية للأعمال، مما يساعد على ترسيخ سمعته على الساحة العالمية.

– أجرت الحوار صوفيا العوني وم ع –

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة