تعالت أصوات المستهلكين في الأسواق المغربية وسط متابعة بقلق لارتفاع أسعار زيت الزيتون، حيث تجاوزت الأسعار حاجز 150 درهمًا للتر الواحد في بعض المناطق. هذا الارتفاع غير المسبوق جاء نتيجة الجفاف الشديد الذي أثر بشكل كبير على إنتاج الزيتون هذا الموسم، مما ألقى بظلاله على المائدة المغربية التي تعتمد بشكل كبير على هذه المادة الحيوية.
صرح المهنيون بأن هذه الزيادة تعود إلى تداعيات الجفاف على محاصيل الزيتون، مما أدى إلى ارتفاع أسعار المحاصيل وبالتالي ارتفاع ثمن زيت الزيتون في الأسواق المغربية. وطالبوا بضرورة اتخاذ إجراءات عاجلة لحماية كل من الفلاح والمستهلك لضمان استدامة الإنتاج.
انتقدت جمعيات حماية المستهلك عدم قدرة القطاع على تمكين المواطن المغربي من شراء زيت الزيتون. وأشار بوعزة الخراطي، رئيس الجامعة المغربية لحماية المستهلك، في حديثه لصحيفة “مغربنا 24” إلى أن السبب الرئيسي وراء ارتفاع الأسعار هو الجفاف الذي استمر لمدة ست سنوات، مشيرًا إلى أن الإنتاج انخفض بنسبة 20% هذا العام مقارنة بالسنة الماضية.
وأضاف الخراطي أنه رغم استفادة بعض المناطق من الأمطار الأخيرة، إلا أنها أثرت سلبًا على أشجار الزيتون، ما يُنذر بنقص حاد في زيت الزيتون.
الاستيراد كخيار مؤجل
في نفس السياق، أوضح الخراطي في تصريحه بخصوص صادرات المغرب من زيت الزيتون أنه تم توقيف التصدير منذ السنة الماضية. وأضاف أن الحكومة قد تضطر إلى الاستيراد من دول مثل تونس وتركيا ومصر، إلا أن هذا القرار قد جاء متأخرًا، إذ كان يجب اتخاذه قبل شهر أبريل. كما أكد أن الفلاحين اشتروا الزيتون بالفعل، مما يجعل من الصعب تطبيق سياسة الاستيراد في الوقت الحالي دون الإضرار بالسوق الداخلي. واعتبر أنه من الأفضل تفعيل الاستيراد بعد انتهاء موسم الجني.
الفلاحون يحذرون: محصول الزيتون في خطر
في المقابل، يواجه الفلاحون أيضًا تحديات كبيرة بسبب الأزمة. في منطقة تازة، وخاصة في كاف الغار المشهورة بزراعة الزيتون، يعاني المزارعون من موسم زراعي صعب. يقول يوسف المنصوري، مزارع في الأربعين من عمره: “الأشجار عطشانة، المطر قليل، والمحصول هذا العام كان أقل من نصف ما نحصل عليه عادة”.
وأوضح يوسف أن الجفاف هو السبب الرئيسي في هذا التراجع، حيث أدى نقص المياه إلى ضعف المحصول، مما رفع أسعار زيت الزيتون في الأسواق. وأضاف أن بعض المزارعين يلجأون إلى استخدام أدوية لزيادة الإنتاج، لكن ذلك لم يكن كافيًا.
ورغم محاولات الفلاحين استخدام أساليب ري حديثة، فإن المحصول لا يزال ضعيفًا بسبب الجفاف المستمر. يقول يوسف: “الأسعار ترتفع بسبب قلة العرض، لكننا كفلاحين لا نستفيد كثيرًا. نحن نعاني من التكاليف المرتفعة وقلة الإنتاج”.
يشعر الفلاحون، مثل يوسف المنصوري وآخرين في منطقة كاف الغار، بالقلق إزاء المستقبل، حيث لا توجد حلول واضحة ما لم تتحسن الظروف المناخية أو تتخذ السلطات إجراءات لدعمهم في مواجهة الجفاف. “الزراعة أصبحت مخاطرة كبيرة، لكننا لا نملك بديلًا. نحن مرتبطون بالأرض وبالأشجار، ونحن نعتمد عليها في رزقنا ومستقبل أبنائنا”، يقول يوسف.
يعلق الفلاحون آمالهم على تحسن الظروف الطبيعية وتطوير نظم الري، على أمل أن يعودوا إلى مواسم زراعية أكثر إنتاجية وأقل مشقة.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )