في خطوة تؤكد حجم التوتر والارتباك الذي يعيشه النظام الجزائري، استدعت وزارة الخارجية الجزائرية السفير الفرنسي للاحتجاج على مناورات عسكرية مغربية فرنسية مرتقبة في منطقة الراشيدية، معتبرة إياها “عملاً استفزازياً”.
الطريف في الأمر أن الجزائر لم تكتفِ بالاحتجاج على المناورات، بل ذهبت إلى حد تفسير اسمها—”شرقي 2025″—على أنه رسالة مبطنة موجهة إليها! يبدو أن عقدة “الشرقي” لا تزال تطارد قصر المرادية، الذي يرى في كل تحرك مغربي تهديداً وجودياً، وفي كل تعاون دولي مؤامرة كونية تستهدفه.
وفي حين ينشغل الجيش المغربي بتطوير قدراته الدفاعية والتعاون مع شركائه الاستراتيجيين، بينما تواصل الجزائر سياسة “الشكوى الدبلوماسية” وكأنها الوصية على المنطقة، متناسية أن المغرب دولة ذات سيادة، تُحدد سياساتها العسكرية وفق مصالحها، لا وفق مخاوف حكام الجارة الشرقية.
ردة الفعل الجزائرية توثق بوضوح تخبط دبلوماسيتها وضعف استراتيجيتها في التعامل مع المتغيرات الجيوسياسية. فبدلاً من التركيز على أزماتها الداخلية، تصرّ على افتعال أزمات خارجية لا تخدم سوى إثارة مزيد من السخرية حول نهجها العدائي تجاه كل ما هو مغربي.