في استعراض جديد لدورها كـ”فاعل خير”، تواصل الجزائر تقديم مساعدات اقتصادية لتونس، التي تعاني من أزمات خانقة. هذه المساعدات، التي يتم الترويج لها كدليل على كرم الجزائر، تثير تساؤلات حول دوافعها الحقيقية: هل هي دعم صادق أم محاولة لتكريس التبعية؟
مطلع يناير 2025، أعلنت تونس حصولها على أكثر من 22 ألف طن من الغاز المنزلي من الجزائر لمواجهة موجة البرد القارس. خطوة سبقتها قروض ومنح بمئات الملايين من الدولارات خلال السنوات الأخيرة. قد يبدو هذا “الكرم” الجزائري سخياً، لكنه في الواقع يُظهر تونس وكأنها “مائدة رحمة” للنظام الجزائري، الذي يعاني هو الآخر من إخفاقات داخلية.
الجزائر، التي تسوق نفسها كمنقذ لجارتها، لا تخفي أهدافها الجيوسياسية. فمن خلال هذه المساعدات، تحاول الحفاظ على تونس كمنطقة مستقرة وسط حدود مشتعلة مع المغرب وليبيا. لكن الحقيقة أن هذا الدعم مشروط، ويهدف إلى تعزيز نفوذ الجزائر على حساب استقلالية القرار التونسي.
والسؤال الذي يفرض نفسه: هل يمكن لدولة تعاني من أزمة اقتصادية واجتماعية عميقة أن تقدم المساعدات من منطلق القوة؟
عموما نظام الكابرانات، الذي يتباهى بما يقدمه، لا يدرك أن كرم الفقراء لا يصنع الدول العظمى. ما تحتاجه تونس ليس صدقات مشروطة، بل شراكة حقيقية تعيد لها توازنها بدلاً من الإبقاء عليها كملحق اقتصادي تابع للجزائر.