الجزائر تحتفل بـ’انتصار وهمي’ على حساب أزمات ليبيا

في مشهد ٱخر بدا أقرب إلى مسرحية هزلية، خرج السفير الجزائري لدى الأمم المتحدة، عمار بن جامع، ليعلن عن “نجاح تاريخي” يخص الأصول الليبية المجمدة. والإنجاز؟ السماح لليبيين باستثمار أموالهم المجمدة بدل أن تتآكل بفعل الزمن!

 

تصفيق حار، أم هو تهكم صامت؟ يبدو أن السفير الجزائري يرى في السماح لليبيين باستخدام أموالهم “انتصارًا”، متجاهلًا أن القصة الحقيقية هي في كيفية حماية هذه الأصول من سوء الإدارة في المؤسسات الدولية، وهي نفس المؤسسات التي لم تتحرك الجزائر يومًا لمساءلتها بجدية.

 

الخطاب الرنان للسفير لم يخلُ من التباهي بتفاصيل سطحية، مثل إلزام لجنة العقوبات بإبلاغ السلطات الليبية بمصير أموالها. وكأن هذا “الإنجاز” العظيم كان يحتاج إلى كل هذه الدبلوماسية المثيرة للسخرية!

 

ومع ذلك، لم تكتفِ الجزائر بهذا “النصر”، بل رفعت شعارات ضخمة تدعو إلى انسحاب القوات الأجنبية من ليبيا واحترام سيادتها. تصريحات مستهلكة لطالما سمعها الليبيون دون أن تُترجم إلى أي تغيير فعلي على الأرض.

 

الجزائر التي تتحدث عن دعم الشعب الليبي في كل المحافل الدولية، لم تنجح حتى الآن في تقديم أي مبادرة جادة تضع حلاً للأزمة الليبية. بل اكتفت بإلقاء خطابات وتصريحات تحاول من خلالها كسب الأضواء دون أن تحرك ساكنًا في الواقع المتأزم.

 

بينما تستمر في الترويج لإنجازاتها “الوهمية”، يبقى السؤال الذي يطرحه الليبيون: متى ستتوقف هذه العروض الدبلوماسية المسرحية؟ فالحديث عن “نجاحات” لن يعيد الأمن أو الاستقرار إلى ليبيا، ولن يحمي أموالها من الضياع.

 

فل تركزي يا جزائر على حل أزماتك الداخلية أولاً، بدل أن تضيع وقتك في رسم صورة مثالية عن نفسك على حساب أشقائك. لأن الدبلوماسية.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة