في ظل الاحتفاء الحكومي الجزائري بإنجازات قطاع النفط، يُطرح سؤال جوهري: ماذا جنى المواطن الجزائري من كون مزيج الصحراء أغلى خام عربي في 2024؟ يبدو أن الحكومة تفتخر بأرقام وإحصائيات تُسعد المسؤولين ولا تنفع الشعب الذي يعاني من أزمات معيشية خانقة.
رغم تصدر الخام الجزائري قائمة أسعار النفط العربية، متفوقًا على أبرز خامات الخليج، يعيش المواطن الجزائري ظروفًا اقتصادية صعبة، يتصدرها ارتفاع تكاليف المعيشة، ونقص فرص العمل، مع غياب شبه تام للتنمية في القطاعات الحيوية. وفي الوقت الذي تُباهي فيه الحكومة بقوة مزيج الصحراء في الأسواق العالمية، يتساءل الجزائريون عن مصير هذه العائدات الهائلة وأين تُنفق.
بحسب منصة “الطاقة”، فقد بلغ متوسط سعر مزيج الصحراء الجزائري 81.73 دولارًا للبرميل في 2024، متقدمًا على خامات خليجية كالعربي الخفيف السعودي وخام التصدير الكويتي. لكن هذه الأرقام لم تنعكس على معيشة المواطن الذي يُثقل كاهله ارتفاع الأسعار وانخفاض القوة الشرائية.
ورغم ثروات الجزائر الطبيعية الهائلة، إلا أن الشعب الجزائري يعيش في حالة من الخوف والصمت، إذ يخشى التعبير عن استيائه من غياب الشفافية في إدارة العائدات النفطية. فهل يُعقل أن يُحتفل بمزيج الصحراء بينما يعاني المواطنون من أبسط حقوقهم؟
ترى هل سيظل الشعب الجزائري المقهور متفرجًا على هذا المشهد المأساوي؟ أم أن هناك أملًا في أن تُخصص عائدات النفط لخدمة الجزائريين وتحقيق العدالة الاجتماعية؟ إن التاريخ لن يرحم حكومات تتجاهل شعوبها، ولن تُخلّد سوى تلك التي عملت على بناء أوطانها.