الجزائر تحاول إحياء “طريق الأشباح” نحو موريتانيا بعد تقدم المغرب في مشروعه الحدودي

في مشهد قائم على ردود الأفعال بدل التخطيط الاستراتيجي، عاد نظام الكابرانات فجأة ليحرك ملف الطريق الرابط بين تندوف والزويرات، بعد أكثر من عامين من الجمود والتأجيلات التي لم تجد لها تفسيرًا سوى في بيروقراطية النظام وغياب الإرادة الحقيقية لإنجاز المشروع.

 

بعد أن ظل الطريق الموعود مجرد سراب في صحراء الجزائر، خرج الرئيس تبون امس، ليترأس جلسة عمل “طارئة” لمتابعة المشروع، وكأن الصحوة جاءت بفعل “المفاجأة المغربية”، حيث أطلق المغرب مشروع معبر تجاري ثانٍ يربط السمارة بالحدود مع موريتانيا، بعد النجاح الكبير لمعبر الكركرات.

 

المثير للسخرية أن المشروع كان قد أُعلن عنه وسط ضجيج رسمي في 28 دجنبر 2021 خلال زيارة الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني للجزائر، لكن بعد تلك الضجة الإعلامية، دخل المشروع في غيبوبة لم يوقظه منها سوى الحراك المغربي السريع في الجنوب.

 

ووفقًا لمذكرة التفاهم الموقعة، تكفلت الجزائر تمويل الطريق بالكامل، مقابل امتياز استغلاله لمدة عشر سنوات قابلة للتجديد تلقائيًا. لكن على أرض الواقع، لم تتحرك الآليات، ولم تبدأ أعمال البناء، و في دجنبر 2022، طالب وزير النقل الموريتاني بتوضيحات حول مصير المشروع، لكن الرد الجزائري لم يكن سوى مزيد من التسويف.

 

بينما يشهد المشروع المغربي تقدمًا ملحوظًا، يبدو أن الجزائر وجدت نفسها في موقف محرج، فإما أن تسارع إلى التنفيذ لإنقاذ ماء وجهها، أو أن يبقى المشروع حبيس الأدراج، لينضم إلى قائمة طويلة من المشاريع التي تبقى حبرًا على ورق، في ظل نظام يفضل الدعاية الإعلامية على الفعل التنموي الحقيقي.

السؤال الذي يطرح نفسه: هل ستنجح الجزائر في الوفاء بعهودها، أم أن “طريق تندوف-الزويرات” سينتهي كما بدأ؟ مجرد “حلم جزائري” آخر يتبخر في رمال الصحراء!

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة