في استمرارا لنهج الاجتماعات البروتوكولية التي تفتقر إلى أي مضمون فعلي، اجتمع كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية والهجرة والتونسيين بالخارج، محمد بن عيّاد، مع نظيره الجزائري المكلف بالجالية الوطنية بالخارج، سفيان شعيب، لبحث ما وصف بتعزيز التنسيق بين البلدين، وخاصة في مجالات تسهيل تنقل المواطنين وتنمية المناطق الحدودية.
وعلى الرغم من الخطابات الرنانة حول “العلاقات الأخوية” و”التعاون المشترك”، يبدو واضحاً أن هذه الاجتماعات ليست سوى مسرحية سياسية مكررة، تُلقي بظلالها على شعبين يعانيان من أزمات سياسية واقتصادية ومجتمعية خانقة وتهميش طويل الأمد.
النظام الجزائري، الذي يُفترض أن يعمل لصالح شعبه وشعوب المنطقة، يستمر في إضاعة الفرص التاريخية لإحداث تغيير حقيقي، خاصة فيما يتعلق بملف فتح الحدود مع المغرب، وهو الإجراء الذي يمكن أن يخلق نقلة نوعية في العلاقات المغاربية ويحقق فوائد اقتصادية واجتماعية ملموسة لشعوب المنطقة. إلا أن النظام يفضل الاستغراق في بروتوكولات “خاوية” مع نظام تونسي غارق هو الآخر في أزماته الداخلية.
فتح الحدود بين الجزائر والمغرب ليس مجرد مطلب شعبي، بل ضرورة سياسية واقتصادية لتفعيل التعاون بين دول المغرب العربي وشمال إفريقيا. إلا أن النظام الجزائري يواصل التمسك بخياراته الفاشلة، متجاهلاً أن انغلاق الحدود لا يخدم سوى مصالح الكابرانات على حساب شعوب المنطقة.
بينما تلتهم البطالة والفقر أحلام الشباب في الجزائر وتونس، يصر المسؤولون على عقد اجتماعات لا تنتج إلا عناوين صحفية براقة. والنتيجة؟ شعوب مغاربية تنتظر من الأنظمة أن تدرك أن التعاون الحقيقي لا يكمن في البروتوكولات الفارغة، بل في خطوات شجاعة، أولها فتح الحدود الجزائرية المغربية. ولكن، يبدو أن هذا الإدراك لا يزال بعيد المنال في ظل أنظمة تتفنن في الهروب إلى الأمام!