التعاون الأمني بين المغرب وإسبانيا يعتبر أحد العوامل الحاسمة في التصدي للتحديات الأمنية والإرهابية التي تهدد استقرار البلدين والمنطقة ككل. في الآونة الأخيرة، سلطت الشرطة الإسبانية الضوء على أهمية هذا التعاون بعد تمكنها من تفكيك خلية إرهابية مكونة من تسعة أفراد، معظمهم من المغرب، والذين كانوا يخططون لارتكاب أعمال عنف مرتبطة بتنظيم “داعش“.
من خلال التنسيق المستمر بين المديرية العامة للشرطة الإسبانية و المديرية العامة لمراقبة التراب الوطني المغربية، تمكَّن الأمن المغربي من توقيف ثلاثة من عناصر هذه الخلية في مدينتي تطوان و الفنيدق. هذه العمليات الأمنية المشتركة تؤكد فاعلية التنسيق بين الأجهزة الأمنية المغربية والإسبانية في مواجهة التطرف و الجريمة العابرة للحدود.
تساهم هذه الشراكة في تعزيز القدرات الاستخباراتية للبلدين، من خلال تبادل المعلومات حول تهديدات الإرهاب وأفراد الخلايا المتطرفة، مما يتيح تحييد خطر الإرهابيين قبل تنفيذ أي هجمات محتملة. كما أن هذا التعاون يحد من محاولات تجنيد الشباب، خاصة في ظل إيديولوجيات تنظيم “داعش” التي تشجع على ارتكاب أعمال العنف في المنطقة.
في إطار هذه العمليات المشتركة، تم حجز أسلحة بيضاء وأدوات إلكترونية من قبل الأمن المغربي والإسباني في مداهمات على منازل المشتبه فيهم، مما ساعد في إيقاف الأنشطة الجهادية العدائية التي كانت تستهدف أهدافًا مدنية، بما في ذلك الجالية اليهودية.
لقد أثبت هذا التعاون أنه ليس مجرد جهد أمني، بل هو استثمار طويل الأمد في بناء شراكات استراتيجية بين الدول لمكافحة الإرهاب وتعزيز الاستقرار الإقليمي. كما أنه يعكس الالتزام المشترك بمكافحة التطرف العنيف، مما يعزز من فاعلية الأجهزة الأمنية في مكافحة الخلايا الإرهابية قبل أن تتمكن من تنفيذ مخططاتها.