نظمت جمعية محاربة السيدا فرع الرباط، اليوم الخميس، ندوة وطنية حول “التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة البشري المكتسب” بالإضافة إلى إطلاق مسابقة وطنية مع جائزة لأحسن عمل صحفي حول السيدا وحقوق الإنسان.
وبهذه المناسبة، أفاد البروفيسور مهدي القرقوري، في تصريح لموقع مغربنا 24، أن مرض السيدا يواصل الانتشار في جميع أنحاء العالم، وتعتبر مسألة الوقاية من هذا المرض ومكافحته واحدة من القضايا التي تطرح باستمرار وكذا العديد من الأفكار الخاطئة المتداولة في ما يتعلق بهذا المرض.
كما شدد المشاركون في الندوة الوطنية حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة المكتسب، التي نظمتها جمعية محاربة السيدا بالتعاون مع شركائها من الجمعيات المتخصصة في إطار المنحة الإقليمية متعددة البلدان لشمال إفريقيا والشرق الأوسط، على أهمية مكافحة الأخبار الزائفة وتعزيز اليقظة فيما يتعلق بالمعلومات المتداولة حول المرض.
في حديثه خلال الندوة الوطنية حول التغطية الإعلامية لداء فقدان المناعة المكتسب، أكد عبد الكبير اخشيشن، رئيس النقابة الوطنية للصحافة المغربية، على الدور الحيوي للإعلام في توعية المجتمع وتقديم المعلومات الصحيحة. وقال: “للإعلام دور أساسي في تنبيه المجتمع من خلال ممارسة مهنية تقدم خدمة قيمة، ولذلك يجب علينا كمحترفي إعلام الاستمرار في نقل الأخبار بدقة ومصداقية، مع التركيز أيضاً على محاربة الأخبار الزائفة والتضليل، لأن هذه الأخيرة قد تؤدي إلى حالة من الذعر العام في سياق التعامل مع هذا المرض.” وأضاف اخشيشن أن الإعلام يلعب دوراً مهماً في الحفاظ على الأمن المجتمعي، مشيراً إلى أن التعاون المستمر مع جمعية محاربة السيدا منذ عام 2007 يعكس الوعي الإعلامي بأهمية المساهمة في الجهود الصحية الوطنية. وأشاد بما حققته الجمعية والجهود الصحية في المغرب في محاصرة المرض، وتحويله إلى داء يمكن التعايش معه مثل الأمراض الأخرى، وأكد على ضرورة استمرار الإعلاميين في أداء هذه المهمة النبيلة.
الإحصاءات الجديدة حول داء السيدا في المغرب
في أحدث تصريحات لها، قدمت أمينة الكتاني، ممثلة مديرية الأوبئة ومحاربة الأمراض في وزارة الصحة والحماية الاجتماعية، تحديثًا حول وضع داء السيدا في المملكة. وأشارت الكتاني إلى أن عدد حالات الإصابة بداء السيدا في المغرب قد وصل إلى 22,600 حالة منذ تسجيل أول حالة. كما أكدت الكتاني أن نسبة انتشار المرض تصل إلى 0.08% من إجمالي السكان، مع تسجيل 1,000 حالة جديدة سنويًا. من جانب آخر، قدرت حالات الوفيات المرتبطة بالمرض بحوالي 400 حالة سنويًا. تعكس هذه الإحصاءات أهمية مواصلة الجهود المبذولة لمكافحة الداء وتوفير الرعاية الصحية والدعم اللازم للمصابين.
تتركز مشكلات داء السيدا في المغرب في أربع جهات رئيسية هي: سوس ماسة، مراكش ـ آسفي، الدار البيضاء ـ السطات، والرباط ـ سلا. وفي إطار الجهود المبذولة لمكافحة هذا المرض، برزت جمعية محاربة السيدا (ALCS) كمؤسسة رائدة في هذا المجال. تأسست الجمعية في عام 1988 على يد البروفسور حكيمة حميش، ومرت بمرحلة هامة في مسيرتها عندما نالت اعترافا كجمعية ذات منفعة عامة في عام 1993. وتعَد الجمعية أول منظمة غير حكومية متخصصة في محاربة السيدا في المغرب، ولها تأثير كبير في منطقة شمال إفريقيا والشرق الأوسط بفضل عملها الدؤوب ومبادراتها الفعّالة.
في ظل الأرقام التي تعكس حجم التحدي الذي يواجهه المغرب في مكافحة داء السيدا، يبقى التزام الجهات الصحية والمنظمات غير الحكومية أمرًا حيويًا. تشير الإحصاءات إلى الحاجة الملحة لتعزيز برامج التوعية والفحص المبكر، وتوفير العلاج والرعاية المناسبة للمصابين. من خلال جهود متضافرة وتعاون مستمر، يمكننا المضي قدمًا نحو تحقيق تقدم ملحوظ في السيطرة على هذا المرض والحد من تأثيره على المجتمع