التجمع الوطني للأحرار في دوامة الخيارات من سيرث لقب ‘دائرة الموت’ في انتخابات الرباط المحيط؟

بعد ما أعلنت المحكمة الدستورية بالرباط عن قرارها بتجريد البرلماني عبد الرحيم واسلم بن محمد المنتخب عن الدائرة الانتخابية المحلية الرباط المحيط عمالة الرباط من عضويته بمجلس النواب، ومع اقتراب الانتخابات الجزئية ل 12 شتنبر 2024، التي تُعد حاسمة في الدائرة نفسها، يُواجه حزب التجمع الوطني للأحرار (RNI) حالة من التوتر والاضطراب الداخلي.حيث تُعرف هذه الدائرة بلقب “دائرة الموت” نظراً لتنافساتها الشديدة والأهمية الاستراتيجية لها، مما يزيد من تعقيد المشهد السياسي.

الحزب يشهد صراعاً بين ثلاثة مرشحين بارزين:
سعد بنمبارك المحامي و رئيس مجلس العمالة السابق و المنسق الجهوي للحزب نفسه. و الذي سير شركة الرباط باركينغ المعروفة “بالصابو” وذلك لسنوات و الذي وجهت له اصابع الاتهام في ملفات عديدة من بينها كراء منزل في واحد من ارقى شوارع العاصمة و هو تابع للمجلس، وذلك خلال فترة ولايته، لسيدة ليست لديها اي علاقة بالمجلس و بمبلغ 1000دهم شهريا في حين ان السومة الحقيقية للعقار لا تقل عن 8000درهم ، وهو في الوقت نفسه زوج العمدة السابقة للرباط، و الذي اثار جدلا كبيرا حينما تولى مهمة الدفاع عن قضايا مجلس بلدية الرباط الذي كانت زوجته اسماء اغلالو رئيسة للمجلس في نفس الوقت، بالرغم من كل ما قام به هذا الأخير، الا انه يشاع انه جد مقرب من احد القياديين المؤثرين داخل الحزب، مما يجعله واثقا من حصوله على التزكية.

كما لدينا الشاب عادل الأطراسي، الذي كان ينتمي بدوره الى حزب “الاصالة و المعاصرة” لسنين متعددة وهو وجه معروف بدائرته كما يشغل الان منصب رئيس مقاطع السويسي.
السؤال الذي يطرح نفسه هو ما علاقة الاطراسي “بدائرة الموت” التي تعد من أصعب الدوائر في المغرب، ربما انه لم يتمكن في يوم من الأيام من منافسة منتخبي دائرة السويسي الاقوياء، في هذه الحالة سيكون حزب الأحرار قد غامر بهذا الشاب الذي يعتبر شخصية ناجحة في تسيير مقاطعته التي من الممكن أن يفقدها هي الاخرى مستقبلا بسبب مغامرة تعد انتحارية بالنسبة له كشاب مقبول لدى ساكنة مقاطعة السويسي،و من جهة اخرى الاطرسي بعيد كل البعد عن دائرة المحيط حيث سيكون من الصعب او من المستحيل عليه ان يلقى قبولا من الساكنة التي تعتبر من المتتبعين للشأن السياسي على المستوى المحلي و الجهوي،

يبقى لدينا المرشح امين صادق، وهو شغل و لايزال نائب رئيس بلدية الرباط لولايتين، حيث كان قد تولى مهمة مكلف بالتراخيص بنفس البلدية. و من خلال مصادرنا اتضح ان اسمه كان متداولا بمدينة الرباط وذلك في قضية اثارت جدلا واسعا منذ سنتين تقريبا، حيث اقدم هذا الأخير باغلاق احد اكبر المطاعم المشهورة للمؤكولات السورية بشارع الابطال. بحيث كان يتوافد عليه العديد من الزبائن خصوصا الشباب ذوو الدخل المحدود و الذين يشتغلون بنفس الحي، وذلك نظرا لبيعه المأكولات باسعار تعتبر رخيصة، حيث قام هذا الأخير بمباغتت المطعم، وذلك بشبهة بيعه بعض اللحوم الفاسدة و غير صالحة للاستهلاك حيث قرر سحب التراخيص من صاحب المحل، الشيء الذي لقي استحسانا من لذن الرأي العام.

وبالرغم من ذلك، لم يحسم رئيس الحزب، عزيز أخنوش، قراره بعد بشأن من سيتولى تمثيل الحزب في هذه الانتخابات الحاسمة. خصوصا ان الانتخابات التشريعية الجزئية في الرباط المحيط تعد اختباراً صعباً للأحزاب المتنافسة. ففي الوقت الذي اختار فيه حزب العدالة والتنمية (PJD) مرشحاً غير معروف نسبياً، راهنت فدرالية اليسار على احد الشباب لتدعيم موقفها. أما حزب التجمع الوطني للأحرار، فما زال في حالة من الانقسام الداخلي، مما يعكس الأهمية البالغة لهذه الانتخابات في تحديد مستقبل الحزب في المشهد السياسي المحلي.
يبقى القرار المرتقب لعزيز أخنوش، الذي يتطلب فهماً دقيقاً للأبعاد السياسية والتجريبية للمرشحين، سيكون له تأثير كبير على سمعة الحزب وفرصه في الفوز.فإن اختيار مرشح غير ملائم قد يعيد إحياء التوترات والمشاكل السابقة، وهو ما قد يؤثر سلباً على مستقبل الحزب بعاصمة الحكم. لذا، على أخنوش أن يتخذ قراراً استراتيجياً حكيماً يتوافق مع تطلعات الناخبين المحليين ويعزز موقف الحزب في المرحلة المقبلة.


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد