الانتخابات في موريتانيا: تدخلات خارجية وصراعات الداخلية

في ظل اقتراب يوم الانتخابات الرئاسية في موريتانيا، تتصاعد التوترات والتحركات السياسية بشكل ملحوظ، حيث يتنافس سبعة مرشحين للفوز بالمنصب الأعلى في البلاد. وسط هذا السباق الحامي، تبرز معركة خفية تتجاوز حدود البلاد، حيث يسعى الكيان الوهمي البوليساريو المدعومة من الجزائر، إلى التأثير في المشهد السياسي الموريتاني.

ورغم أن الرئيس الحالي محمد ولد الغزواني يعتبر من بين المرشحين الرئيسيين، إلا أن الحملة الانتخابية لم تخلُ من تدخلات خارجية المثيرة للجدل، بما في ذلك نشاطات مكثفة لمبعوث زعيم البوليساريو، إبراهيم غالي، الذي عُقدت له اجتماعات في نواكشوط مع القادة السياسيين المحليين.
في هذا السياق، أثار استبعاد الرئيس السابق محمد ولد عبد العزيز من السباق الانتخابي جدلاً واسعاً، حيث من المفترض أن يكون تواجده منافساً قوياً للغزواني، إلا أن سجنه بتهمة الإثراء غير المشروع قد دفع بالمجلس الدستوري الموريتاني إلى استبعاده، مما فتح المجال أمام الغزواني للسير قدماً بقوة نحو فترة رئاسية ثانية.
لكن لا تقتصر استراتيجية البوليساريو على الدفاع عن قضيتها في المحافل الدولية فقط، بل امتدت أيضاً إلى الساحة السياسية الموريتانية، حيث تعمل على تعزيز تحالفاتها ومصالحها من خلال دعم مرشحين محليين بموارد مالية ولوجستية، مقابل تعهدات سياسية تعود بالنفع على أجندتها البئيسة.

وفيما تستمر هذه الأحداث، يظل السؤال المطروح هو مدى تأثير هذه الأطراف الخارجية على نتائج الانتخابات، وإلى أي مدى ستؤثر على مستقبل العلاقات السياسية والاقتصادية في المنطقة.

بالنظر إلى هذا السيناريو، يبقى الجميع على استعداد لمتابعة الأحداث القادمة وما قد تسفر عنه من تطورات مهمة في المشهد السياسي الإقليمي، حيث تترقب الأنظار بفارغ الصبر ما ستسفر عنه الانتخابات الرئاسية الموريتانية في 28 يونيو 2024.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة