– إعداد: يونس قريفة وم ع —
مع اقتراب موعد الانتخابات المحلية التركية المقررة في 31 مارس الجاري، تزداد حدة التنافس بين المرشحين على منصب رئيس بلدية إسطنبول، العاصمة الاقتصادية والمدينة الأكثر كثافة سكانية في تركيا.
ورغم أن عدد المرشحين على منصب رئيس بلدية إسطنبول يبلغ رسميا 49 مرشحا، إلا أن السباق ينحصر وفق المراقبين على اسمين، رئيس البلدية الحالي، أكرم إمام أوغلو، من حزب الشعب الجمهوري المعارض، ووزير البيئة والتخطيط الحضري السابق، مراد قوروم، من حزب العدالة والتنمية الحاكم.
وتكتسب إسطنبول أهمية خاصة في الانتخابات المحلية كونها مركز ثقل سياسي هام، لاسيما وأنها تحتضن لوحدها ما لا يقل عن 10 ملايين ناخب (من أصل 60 مليون ناخب). وتعتبر المدينة مؤشرا تقليديا على رضى الناخبين بخصوص السياسات العامة المتبعة، وي نظر إلى فوز أي حزب في الانتخابات المحلية فيها على أنه انتصار رمزي كبير.
وكانت إسطنبول تعد معقلا للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، الذي ترأس بلديتها من 1994 إلى 1998، قبل أن يفقد الائتلاف الحاكم السيطرة على المدينة في الانتخابات المحلية التي جرت عام 2019، لصالح حزب الشعب الجمهوري.
ويواصل أبرز المرشحين لرئاسة بلدية إسطنبول الدفاع عن برامجهم الانتخابية التي ترتكز أساسا على حل المشاكل التي تعاني منها المدينة، وأبرزها الازدحام المروري، مع وعود بتعزيز شبكات النقل العمومي. كما يستأثر ملف الاستعداد لزلزال محتمل يضرب إسطنبول باهتمام المرشحين والناخبين على حد سواء.
هكذا، يركز رئيس بلدية إسطنبول الحالي، أكرم إمام أوغلو، الذي يسعى للظفر بولاية ثانية، على الاستمرار في تجويد الخدمات العامة، وبناء خطوط مترو جديدة، وتعزيز الشفافية في إدارة البلدية، وجذب الاستثمارات، وتعزيز قدرة صمود المدينة أمام الكوارث.
ومقارنة بالانتخابات المحلية الأخيرة لـ 2019، يجد إمام أوغلو نفسه محروما من دعم أحزاب المعارضة الأخرى، لاسيما “الحزب الجيد” و”حزب الشعوب الديمقراطي” ، اللذين قررا تقديم مرشحهما الخاص لرئاسة بلدية إسطنبول، مما قد يساهم في تشتت أصوات المعارضة بحسب عدد من المهتمين بالشأن المحلي. ويسعى إمام أوغلو إلى ولاية ثانية رغم حظره السياسي إثر إدانته شهر دجنبر 2022 بالسجن لمدة عامين وسبعة أشهر بتهمة إهانة مسؤولين عموميين. لكن هذا الحظر تم تجميده إلى غاية صدور قرار نهائي من المحكمة العليا بأنقرة. ويواجه كذلك محاكمة بتهم فساد انطلقت شهر يونيو الماضي. أما بخصوص منافسه الرئيسي مراد قوروم، فيركز خلال حملته الانتخابية على الاستعداد للزلزال المحتمل، متعهدا بإطلاق مشروعات سكنية أكثر مقاومة للزلازل، وهو الأمر الذي يصفه ب “قضية الأمن القومي”.
ويقول خبراء الزلازل الأتراك إن “زلزال إسطنبول الكبير” هو “مسألة وقت فقط”، بحكم وجود المدينة على خط صدع نشط للغاية. ويتهم قوروم رئيس البلدية الحالي ب”تضييع وقت ثمين” في عملية تعزيز مباني المدينة لجعلها أكثر مقاومة للزلازل.
ويعول حزب العدالة والتنمية الحاكم كثيرا على مراد قوروم لاستعادة إسطنبول، التي فقدها إلى جانب عدد من الولايات والمدن الكبرى التركية خلال الانتخابات المحلية لعام 2019، لأول مرة منذ عقدين. ووفقا لاستطلاع أخير أجرته مؤسسة (أوبتيمار) لاستطلاعات الرأي بشأن الانتخابات البلدية بإسطنبول، يتقدم أكرم إمام أوغلو على غريمه مراد كوروم .
وحصد إمام أوغلو على 44,3 في المائة من أصوات المشاركين في الاستطلاع مقابل 36,5 في المائة لصالح كوروم . وأفاد 9,7 في المائة من المشاركين بأنهم لم يحددوا موقفهم الانتخابي بعد.