في عصرنا الراهن، أصبح الإعلام سلاحًا ذا حدين؛ فهو قادر على بناء المجتمعات وتنوير العقول إذا التزم بالمصداقية والأمانة، ولكنه قد يتحول إلى وسيلة للهدم إذا انحرف عن دوره الحقيقي.
لم يعد الإعلام مجرد أداة لنقل الأخبار والمعلومات، بل أصبح يشكل جزءًا أساسيًا من حياة الناس اليومية، يؤثر في قراراتهم، ويحدد رؤيتهم للواقع. ومع ذلك، عندما يصبح الإعلام وسيلة لتضليل الجمهور وتشويه الحقائق، فإنه يفقد مصداقيته وقيمته، ويؤدي إلى فقدان الثقة بينه وبين المجتمع.
الإعلام النزيه هو العمود الفقري لأي مجتمع حضاري.
ولكن عندما تتحول الوسيلة إلى أداة للتلاعب والتضليل، فإنها تساهم في نشر الفتن والفوضى، بدلًا من نشر التوعية والسلام. الإعلام الهابط الذي يلهث خلف المصالح الشخصية أو الجماعية لا يسهم إلا في خلق حالة من الفوضى الأخلاقية والفكرية، مما يشكل خطرًا على مستقبل المجتمعات.
**دور الإعلام الحقيقي لا يقتصر على نقل الأخبار فقط،**
بل يتعدى ذلك ليكون منبرًا للحقيقة ومنارة للشفافية. الإعلام المسؤول يجب أن يسعى إلى كشف الحقائق بشجاعة، وأن يتحلى بالنزاهة في عرض القضايا، دون تحيز أو تزييف.
لكن ما نراه اليوم في بعض المنابر الإعلامية هو استغلال خطير لهذه الأداة القوية لتحقيق مكاسب ضيقة، سواء كانت سياسية أو اقتصادية أو اجتماعية. هذا النوع من الإعلام لا يمكن أن يكون عاملًا إيجابيًا في بناء المجتمع، بل يصبح عاملًا مدمرًا يقوض الثقة ويزرع الانقسامات.
**رسالة الإعلام النبيل هي بناء الوعي الجماعي،**
وإبراز القيم الإنسانية، والدفاع عن الحقائق مهما كان الثمن. الإعلام الذي يتحمل مسؤولية ما ينشره يسهم في تحقيق نهضة فكرية وحضارية، أما الإعلام الذي يسعى وراء الإثارة والتضليل، فإنه يضر أكثر مما ينفع.
وفي الختام، يجب أن ندرك أن الإعلام ليس مجرد أداة، بل هو رسالة وأمانة. يجب على كل من يعمل في هذا المجال أن يتحمل مسؤوليته الأخلاقية والمهنية، لأن الإعلام مسؤول بشكل مباشر عن تشكيل مستقبل المجتمعات، خاصة عندما يتعلق الأمر بحياة الناس وأمنهم.
خالد العدام