الإعلامي الليبي علي البدوي  : نحن بحاجة الى حوار إعلامي مغربي – ليبي  للتعريف بمواقف البلدين وترسيخها واقعيا

علي الانصاري

 

رغم العراقيل يظل الحضور المغربي في ليبيا واقعيا، من خلال تقبل وترحيب الليبيين به  وتشبثهم بدور المملكة في اخراج بلادهم من الانقسام الذي يعرقل الجهود المبذولة لإعادة توحيد السلطات  واعطاء انطلاقة جديدة للبلاد تساهم في عودتها الطبيعية  للمجتمع الدولي والقاري والاقليمي.

 

 هناك ادراك من الليبيين بأن المغرب ليست له اجندة  في ليبيا سوى  وحدتهم الترابية والحفاظ على مكانتهم  في المنطقة ولعب دور يساهم في اعادة الحياة لقطار المغرب الكبير.

 

 في هذا الاطار ،جدد المغرب خلال اجتماع لمجلس السلم والأمن التابع للاتحاد الإفريقي، بأديس أبابا،  عن دعم لعملية سياسية شاملة في ليبيا ، حيث  اشار السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي،  إلى أن المغرب يعتبر أن الحل السياسي والحوار بين مختلف الفاعلين الليبيين، هما السبيل الوحيد للخروج من الأزمة التي تمر بها  ليبيا منذ سنوات، مؤكدا  أن الظروف مهيأة حاليا في ليبيا لإحراز تقدم في العملية السياسية.

 

وأوضح الدبلوماسي المغربي  في كلمة له ، أن القضايا المطروحة على الساحة الليبية وحل مسألة الشرعية لا يمكن حلها إلا من خلال انتخابات رئاسية وتشريعية شفافة وشاملة، تؤدي إلى إحداث مؤسسات ذات مصداقية، مذكرا بأن المملكة لعبت دورا أساسيا في إنهاء النزاع السياسي وتحسين الوضع الإنساني والاقتصادي في ليبيا، علاوة على دعم مؤسسات الدولة الليبية في السيطرة على الوضع الأمني ومكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة، لا سيما من خلال احتضان اتفاق الصخيرات، الموقع في 17 دجنبر 2015.

 

 كما اعتبر أن اللقاءات التي ينظمها المغرب بين الأطراف الليبية تندرج في إطار الجهود الخالصة التي تبذلها المملكة لتسوية الأزمة سلميا ودون تدخل خارجي ، مشددا على أن المملكة، التي تتعاون مع كافة المؤسسات الليبية باحترام ومصداقية، ستواصل جهودها لتقريب وجهات نظر الأطراف الليبية من خلال احتضان الفاعلين والمسؤولين الليبيين، مع دعم جهود البعثة الأممية في ليبيا في هذا الباب، وذلك بهدف الحفاظ على السيادة الليبية واستعادة الأمن والاستقرار في هذا البلد المغاربي الشقيق في أسرع وقت ممكن.

 

وأبرز في هذا السياق أن المغرب يدرك أن تعدد التدخلات الخارجية في الملف الليبي والأجندات الدولية المتعارضة ينعكس سلبا على تسوية الأزمة الليبية ويعمق الانقسامات الداخلية ويهدد أي مسلسل سياسي سلمي، في وقت تحتاج فيه ليبيا إلى مصالحة حقيقية بين كافة الأطراف وعمل تشاركي يساهم فيه جميع الليبيين في بناء وتعزيز مؤسسات الدولة.

 

 وخلص الدبلوماسي المغربي إلى التأكيد على ضرورة إيجاد حل للأزمة الليبية، لما لها من تأثير على أمن واستقرار شمال إفريقيا ومنطقة الساحل.

 

 الدور المغربي في ليبيا، بحاجة الى التعريف به اكثر من خلال حضور اعلامي يجسد عمق التلاحم الشعبي بين المغرب وليبيا ويؤكد على الأواصر المتينة التي تربط البلدين الشقيقين .

 

 كما أنه بحاجة إلى  حوار إعلامي  ليبي مغربي كخطوة تعزز التعاون بين الصحفيين في البلدين وتفتح أبواب تبادل الخبرات والرؤى لتطوير الإعلام في خدمة القضايا المشتركة بين ليبيا والمغرب .

 

فالإعلام له دور بالغ الأهمية في بناء جسور التواصل الثقافي والاجتماعي بين الشعوب ومن خلال هذه الشراكة الإعلامية نأمل أن ننقل صورة صادقة ومتكاملة تساهم في تعزيز الفهم المتبادل وتوحيد الجهود من أجل مستقبل أفضل للبلدين.

 

 كما ان التعاون الصحفي يتيح للصحفيين في ليبيا والمغرب فرصة التعمق في التجارب الإعلامية المختلفة والاستفادة من النجاحات والتحديات التي واجهها كل منهما مما يرفع من كفاءة الإعلام ويعزز من رسالته المجتمعية والوطنية ، وفقا للإعلامي الليبي  علي البدوي.

 

في الحوار التالي مع الاعلامي علي  البدوي ،والذي بدأ مشواره في الإعلام الرياضي عبر إذاعة الجماهيرية المسموعة وصحف الفجر الجديد والشمس والشباب والرياضة ، وبعد عام 2011 انتقل إلى الصحافة السياسية وعمل مع قنوات توباكتس والرسمية وليبيا الوطنية ، نتطرق للمستجدات الساحة الليبية ، وكيف تغيرت بعد فبراير ، اضافة الى الوضع الحالي .

 

 وفي ذات الحوار يطالب الاعلامي الليبي بضرورة حضور الاعلام المغربي  في ليبيا للاطلاع على الوضع فيها ونقل صورة حقيقة حولها للمغاربة .

 

نص الحوار:

 

*أي دور يقوم به الاعلام الخارجي الليبي ؟

الإعلام الخارجي في ليبيا يجب أن يتجاوز دوره التقليدي في منح التراخيص والتواصل الرسمي ليصبح جسرًا حقيقيًا للحوار بين ليبيا والعالم الخارجي .

ومن المهم أن يتسم هذا الإعلام بالشفافية والانفتاح وأن يوفر مساحة للتبادل الحر للمعلومات مما يسهم في تحسين صورة ليبيا عالميًا ويعزز الثقة بين المؤسسات الإعلامية الأجنبية والسلطات المحلية وذلك بعيداً عن الطابع البيروقراطي

وأود أن نشير إلى غياب الإعلام المغربي عن الساحة الليبية وهو سؤال موجه لإشقائنا في المغرب الشقيق وللقائمين عن القنوات الفضائية والاذاعات المغربية عن عدم تواجدهم وعدم متابعتهم لكافة الأحداث الدولية والاقليمية السياسية والاقتصادية والاجتماعية والرياضية المقامة في ليبيا

*كيف تصف وضع الاعلام الليبي بعد فبراير؟

  • يمكن القول إن توسع الإعلام الليبي بعد 2011 لم يكن دائمًا إيجابيًا فبدلًا من التركيز على تنمية قدرات الإعلاميين وتطوير محتوى مما يعزز الوعي العام غلبت عليه الصراعات السياسية والانقسامات التي أفقدته قدرته على تقديم دور بنّاء للمجتمع في غياب إطار تنظيمي قوي أصبحت وسائل الإعلام ساحة مفتوحة للتنافس والتضليل بدلاً من تعزيز الوعي .

كما أن الاعتماد على مصادر تمويل غير مستدامة جعل الإعلام هشًا وعرضة للانهيار عند أول أزمة مما يبرز الحاجة إلى إصلاح عميق في بنية الإعلام الليبي ليكون مستقلًا حقًا ويخدم مصالح الجمهور أولاً .

*هل هناك هيكلة رسمية لهذا المجال؟

* غياب وزارة إعلام في ليبيا دفع الدولة لاتخاذ خطوات بديلة لتنظيم القطاع منها تطوير الإعلام الوطني وإنشاء هيئة رقابية لمواجهة التجاوزات وتأسيس صندوق لدعم الإعلاميين والصحفيين والهدف النهائي هو تأسيس مجلس أعلى للإعلام ليكون المرجعية التنظيمية التي توازن بين حرية التعبير والمسؤولية .

كيف تطورت مسألة :

*حرية الصحافة والتعبير بعد فبراير

*بعد 2011 توسعت حرية الصحافة في ليبيا بشكل ملحوظ ولكن هذا التوسع كان غير مستقر بعض الشيء .

إن الانقسام السياسي وغياب التشريعات اللازمة أدت إلى تراجع هذه الحرية أحياناً مما جعلها عرضه للتذبذب والضغوط .

*التنوع الثقافي واللسني في ليبيا

التعايش السلمي بين الثقافات في ليبيا يعكس ثراءً تاريخياً وتنوعاً حضارياً يميز المجتمع الليبي حيث يضم فسيفساء من المجموعات الثقافية واللسانية التي تتعايش في إطار واحد ومن بين أبرز خطوات تعزيز هذا التعايش كان الاعتراف بالتنوع الثقافي واللساني في المجال الإعلامي الليبي والذي يعد أحد أهم أدوات بناء الوعي وتعزيز الاحترام المتبادل بين المكونات المختلفة .

أحد الأمثلة المهمة في هذا السياق هو قرار الدولة السماح بتدريس اللغات المحلية كالأمازيغية وهو ما مهد الطريق أمام تطور مؤسسات إعلامية ناطقة بهذه اللغات إنشاء قناة الأمازيغية الليبية كان خطوة مهمة لدعم التعايش السلمي حيث أصبح الناطقون بالأمازيغية يتمتعون بمنصة إعلامية تقدم محتوى يعبر عن ثقافتهم ولغتهم ويعزز من تواصلهم مع المجتمع الأكبر كما تقوم هذه القناة بأداء دورها الوطني من خلال دعم الوحدة الوطنية وإيصال رسائل تهدف إلى إشراك كل فئات المجتمع .

كما أن احتفاء ليبيا بمناسبات ثقافية المختلفة مثل الاحتفال برأس السنة الأمازيغية يعكس قبول الدولة لهذا التنوع ويعزز من قيمة هذه المناسبات كأحداث وطنية مما يسهم في ترسيخ مفهوم الهوية الوطنية الجامعة التي تتسع لكافة الثقافات والمناسبات الثقافية لا تقتصر فقط على الاحتفالات بل تعد تجسيداً لاحترام وتقدير المجتمع الليبي للموروث الثقافي لكل مكوناته ويظهر ذلك من خلال الأنشطة والمهرجانات التي تروج للفلكلور والعادات والتقاليد المختلفة .

و يمثل التنوع الثقافي واللساني في الإعلام الليبي جزءاً أساسياً من النسيج الاجتماعي ويلعب دوراً مهماً في دعم التعايش السلمي إذ يعزز من مشاعر الوحدة بين فئات المجتمع المختلفة .

إن احتضان هذا التنوع والاحتفاء به يجعل الإعلام جسراً للتفاهم وركيزة لتحقيق سلام مجتمعي مستدام في ليبيا .

*عمل الصحافة الأجنبية داخل ليبيا

إدارة الإعلام الخارجي في ليبيا تدعم عمل الصحافة الأجنبية مقدمةً التسهيلات اللازمة لفتح مكاتب وتعيين مراسلين دوليين . والهدف هو إظهار الواقع الليبي للعالم وتصحيح المفاهيم الخاطئة خاصة مع استقرار الأوضاع السياسية في السنوات الأخيرة مما يسهم في إنعاش قطاعات التجارة والسياحة وإعادة الإعمار وأعتقد لا توجد قيود أو مضايقات للصحفي الأجنبي داخل ليبيا .

وإن دل ذلك على إنفتاح ليبيا على العالم ونقل الصورة كما هي دون تزيف للحقيقة.

*ما هي الدور الذي يلعبه الاعلام في توعية الليبيين بضرورة العمل معا من اجل تجاوز ازمتهم؟

يلعب الإعلام في ليبيا دوراً حيوياً في نشر الوعي وتعزيز الوحدة الوطنية من خلال التوعية بأهمية التعاون ونبذ العنف وخطاب الكراهية . ويسهم الإعلام في تشجيع الليبيين على العمل المشترك لتجاوز الأزمات ويعزز من قيم الاستقرار والسلم المجتمعي من أجل مستقبل أفضل للبلاد.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة