في عملية اعتراض جديدة للهجرة السرية، تمكنت القوات المسلحة الملكية المغربية عبر خفر السواحل من اعتراض قارب للهجرة غير النظامية كان على متنه 54 شخصًا من جنسيات دول إفريقيا جنوب الصحراء، وذلك على بعد 83 كيلومترًا شمال غرب ميناء طانطان. وكان من بين هؤلاء المرشحين للهجرة سبع نساء وقاصر واحد.
ووفقًا لما ذكره بلاغ القيادة العامة للقوات المسلحة الملكية، فإن المرشحين للهجرة غير القانونية كانوا يعتزمون الوصول إلى جزر الكناري، أحد الأهداف المتزايدة للمهاجرين الأفارقة الراغبين في الهجرة إلى أوروبا. وتم إنقاذ هؤلاء المهاجرين ونقلهم إلى ميناء طانطان حيث تلقوا الإسعافات الأولية قبل أن يتم تسليمهم إلى الدرك الملكي لاتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.
تعتبر الهجرة السرية إلى جزر الكناري واحدة من أكبر التحديات التي يواجهها المغرب، حيث زاد عدد قوارب الهجرة غير النظامية المنطلقة من سواحل إفريقيا جنوب الصحراء نحو الجزر الإسبانية. وقد تمكنت القوات المغربية، بالتعاون مع السلطات الإسبانية، من اعتراض العديد من هذه القوارب خلال السنة الأخيرة.
وفي سياق متصل، أكد المغرب على ضرورة إيجاد حلول جذرية لأسباب الهجرة غير القانونية، مشددًا على أهمية تنظيم الهجرة القانونية عبر اتفاقيات دولية وضمان حقوق المهاجرين، بدل الاعتماد فقط على الحلول الأمنية. كما دعا إلى ضرورة تعزيز التعاون الدولي لمكافحة الهجرة السرية والحد من أسبابها الاقتصادية والاجتماعية.
من جهة أخرى، أشارت تقارير دولية إلى أن جزر الكناري أصبحت الوجهة الرئيسية للمهاجرين الأفارقة بعد تشديد الإجراءات على الحدود الشمالية للمغرب وخاصة في المناطق المؤدية إلى مدينتي سبتة ومليلية، مما جعل المهاجرين يتجهون نحو المحيط الأطلسي للوصول إلى أوروبا.
يأتي هذا التطور في ظل تحذيرات متكررة من المنظمات الدولية بشأن مخاطر الهجرة عبر البحر، حيث يُعد المحيط الأطلسي واحدًا من أخطر الطرق البحرية للمهاجرين غير الشرعيين، بسبب التيارات القوية وظروف الطقس غير المستقرة.