أكد مسؤولان سوريان كبيران لرويترز، الأحد، إن الرئيس، بشار الأسد، غادر دمشق إلى وجهة غير معلومة، بمجرد دخول المعارضة إلى العاصمة دمشق عبر مطار العاصمة.
وكشفت صحيفة وال ستريت جورنال، وفي الأسبوع الماضي، أن زوجة الاسد وأولاده غادروا إلى روسيا، بينما سافر أصهاره إلى الإمارات العربية المتحدة.
وتولى بشار الاسد رئاسة سوريا في عام 2000 بعد وفاة والده، حافظ الأسد، مما أدى إلى الحفاظ على هيمنة الطائفة العلوية على الدولة ذات الأغلبية السنية والإبقاء على سوريا حليفة لإيران .
طبيب العيون
قدم الأسد نفسه في كثير من الأحيان على أنه رجل بسيط من عامة الشعب، إذ ظهر في مقاطع مصورة وهو يقود سيارة عائلية متواضعة، وفي صور مع زوجته أثناء زيارتهما لمحاربين قدامى في منازلهم.
تولى بشار الأسد منصبه في عام 2000 بعد وفاة والده حافظ الأسد، رغم أنه لم يكن المقصود بخلافه والده.
فقد أعد حافظ الأسد ابنه البكر، باسل، لخلافته. ولكن عندما توفي باسل في حادث سيارة عام 1994، تحول بشار من طبيب عيون في لندن، حيث كان يكمل دراسته، إلى الوريث الجديد.
وبعد أن أصبح رئيسا، بدا أن الأسد قد تبنى إصلاحات ليبرالية جرى تصويرها بتفاؤل باعتبارها “ربيع دمشق”.
وأطلق سراح مئات السجناء السياسيين وقدم مبادرات إلى الغرب وفتح الاقتصاد أمام الشركات الخاصة.
وساعد زواجه من أسماء الأخرس وهي مصرفية سابقة مولودة في بريطانيا، والتي له منها ثلاثة أطفال، في تعزيز الآمال في قدرته على قيادة سوريا على مسار إصلاحي أكثر.
ومن أبرز محطات الود المبكر بين بشار الأسد وزعماء غربيين حضوره قمة في باريس حيث كان ضيف شرف في العرض العسكري السنوي بمناسبة يوم الباستيل.
ولكن مع بقاء النظام السياسي الذي ورثه دون تغيير، تلاشت علامات التغيير سريعا.
وسجن معارضون وساهمت الإصلاحات الاقتصادية في انتشار ما وصفه دبلوماسيون أمريكيون، في برقية صادرة عن السفارة الأمريكية في عام 2008 نشرتها ويكيليكس، بالمحسوبية والفساد “الطفيلي”.
وشهد ت سنوات حكمه، الأولى اندلاع الحرب في العراق ووجود أزمات في لبنان، قبل أن تضرب الحرب الأهلية سوريا في أعقاب الربيع العربي عام 2011. ونزل السوريون حينها إلى الشوارع مطالبين بالديمقراطية، لكن قوات الأسد استخدمت القوة الغاشمة ضدهم.
ووصفه الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترامب في عام 2018 بأنه “حيوان” لاستخدامه الأسلحة الكيميائية، تمكن من البقاء في السلطة لفترة أطول بمساعدة الضربات الجوية الروسية والفصائل المدعومة من إيران لكنه فقد مساحات شاسعة من سوريا لصالح المعارضة
وشهدت الفترة الأخيرة من رئاسة الأسد نوعا من الهدوء النسبي في ظل تمركز معارضيه إلى حد كبير في جزء من شمال غرب سوريا، لكن أجزاء كبيرة من البلاد ظلت خارج قبضته وواجه الاقتصاد صعوبات بسبب العقوبات المفروضة عليه.
وأعاد الأسد العلاقات مع الدول العربية بعد سنوات من القطيعة، لكنه ظل منبوذا بالنسبة لمعظم دول العالم.
وطل الأسد كوالدة يتمسك بفكرة أن سوريا هي معقل القومية العربية حتى مع تزايد النزعة الطائفية في الصراع. وفي حديثه لمجلة (فورين أفيرز) في عام 2015، قال الأسد إن الجيش “يتكون من كل أطياف المجتمع السوري”.