بعد أعلان مجلس الرقابة لشركة اتصالات المغرب عن تعيين محمد بنشعبون رئيسًا لمجلس الإدارة الجماعية خلفًا لعبد السلام أحيزون، الذي شغل المنصب لما يقارب 27 عامًا. القرار يفتح بابًا للعديد من التساؤلات حول خلفياته، وتداعياته على استراتيجية الشركة المستقبلية، وما إذا كان بداية فصل جديد لتحولات عميقة في واحدة من أكبر شركات الاتصالات في المغرب وإفريقيا.
يبدو أن خروج عبد السلام أحيزون لم يكن مفاجئًا تمامًا. فحسب خبراء اقتصاديين، فإن أحيزون قد أمضى فترة طويلة في منصبه، وساهم بشكل كبير في توسيع نطاق الشركة في إفريقيا. ولكن في العشر سنوات الأخيرة، شهدت الشركة حالة من الجمود على مستوى رقم المعاملات، ولم تستطع مواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، لا سيما في مجال الجيل الخامس (5G). بالإضافة إلى ذلك، فإن فروع اتصالات المغرب في إفريقيا واجهت صعوبات جمة، في حين تعرضت الشركة لذعيرة كبيرة، وهو ما ساهم في تسريع عملية التغيير على مستوى القيادة.
إلا أن هذا التغيير، يتجاوز مجرد التداول الإداري الطبيعي. تعيين محمد بنشعبون، الذي يمتلك خلفية قوية في المجال المالي والاستثماري، يوحي بأن الأمر يحمل أبعادًا استراتيجية وسياسية واقتصادية. بنشعبون، الذي سبق له أن شغل منصب وزير المالية ورئيس البنك الشعبي، يمثل قيادة جديدة تبحث عن نهج مالي واستثماري أكثر مرونة وقدرة على إدارة التحديات المستقبلية. هذه التحولات قد تكون رغبة في تحديث استراتيجيات الشركة، خاصة في ظل المتغيرات الاقتصادية والتكنولوجية السريعة. بحيث يمكن أن نشهد توجيهًا جديدًا يركز على هيكلة الاستثمارات وإقامة شراكات استراتيجية مع مؤسسات مالية دولية.
العديد من المحللين يعتقدون أن بنشعبون سيكون قادراً على إعادة هيكلة استثمارات اتصالات المغرب بما يتماشى مع متطلبات العصر الرقمي، وقد تكون هناك خطط لدمج الشركة في قطاعات مالية وتقنية جديدة. هذا التوجه قد يساهم في تعزيز مكانة اتصالات المغرب في السوقين المحلي والإفريقي، بينما يتعين على الإدارة الجديدة إعادة ضبط التوازن بين النمو المحلي والتوسع الخارجي. الأيام القادمة ستكون حاسمة، وستكشف لنا عن مدى تأثير هذا القرار على الأداء المستقبلي لشركة اتصالات المغرب، ومدى قدرتها على الحفاظ على مكانتها التنافسية في السوق المحلية والإفريقية.
