في حادث مؤلم، جرفت مياه وادي غريس بإقليم الرشيدية يوم الأحد 6 أكتوبر 2024، خمسة أشخاص كانوا قد حاولوا عبور الوادي رغم التحذيرات المسبقة من مديرية الأرصاد الجوية. تدخلت فرق الإنقاذ المحلية، بمعاونة متطوعين من سكان المنطقة، وتمكنت من إنقاذهم قبل وقوع خسائر في الأرواح. يأتي هذا الحادث بعد تحذيرات متكررة أطلقتها السلطات المعنية حول خطورة الأوضاع الجوية في المنطقة.
كانت مديرية الأرصاد الجوية قد أصدرت نشرات إنذارية حول قدوم أمطار قوية وفيضانات متوقعة، محذرة من خطر ارتفاع منسوب المياه في الأودية والأنهار. ورغم هذه التحذيرات، استمر بعض المواطنين في تجاهل الإرشادات الرسمية، مما يعرض حياتهم وحياة الآخرين للخطر. تعد الأودية في هذه المنطقة معرضة بشكل كبير للفيضانات الموسمية بسبب الطابع الجبلي والمناخ المتقلب الذي تشهده المناطق الداخلية للمغرب.
في هذا السياق، شهدت المنطقة أمطارًا غزيرة تسببت في ارتفاع منسوب وادي غريس إلى مستويات خطيرة، حيث غمرت المياه المناطق المنخفضة بسرعة. لحسن الحظ، كانت استجابة فرق الإنقاذ سريعة، حيث تم تنظيم عمليات إنقاذ مكثفة بالتنسيق مع السلطات المحلية ومتطوعين من سكان المنطقة، الذين قدموا دعمًا كبيرًا في جهود الإنقاذ.
وفقًا لتقارير من السلطات المحلية، جرى إنقاذ الأشخاص الخمسة بنجاح ونقلهم إلى المستشفى لتلقي الرعاية الطبية اللازمة. وذكرت التقارير أن الأشخاص الذين تم إنقاذهم كانوا في حالة صدمة، لكن حالتهم الصحية مستقرة. تدخل فرق الإنقاذ السريع والاحترافي حال دون وقوع خسائر في الأرواح، وهو ما يعكس التحسن الملحوظ في جاهزية السلطات المغربية للتعامل مع الكوارث الطبيعية.
من جانبها، استمرت السلطات في دعوة المواطنين إلى الالتزام بالإرشادات الرسمية وتوخي الحذر عند اقترابهم من الأودية والأنهار في فترة الفيضانات، مؤكدة أن تجاهل التحذيرات قد يؤدي إلى حوادث خطيرة. كما دعت مديرية الأرصاد الجوية السكان إلى متابعة النشرات الجوية بانتظام والبقاء على اطلاع على الأحوال الجوية، خصوصًا في فترات التقلبات المناخية.
إضافة إلى ذلك، شددت السلطات على ضرورة الاستعداد المسبق لمثل هذه الأوضاع الجوية، من خلال تعزيز البنية التحتية وتوفير معدات الإنقاذ في المناطق التي تشهد فيضانات متكررة. ومن المتوقع أن تستمر الجهود في تعزيز قدرة المنطقة على مواجهة التحديات البيئية، خصوصًا مع التغيرات المناخية التي تؤدي إلى زيادة تواتر الظواهر الجوية القاسية.
يمثل هذا الحادث تذكيرًا بأهمية التفاعل مع التحذيرات الرسمية، والالتزام بالتوجيهات لتجنب تعريض الأرواح للخطر. وتؤكد السلطات المحلية أن الوعي المجتمعي هو جزء أساسي من الحلول لتفادي مثل هذه الحوادث مستقبلًا، مع التركيز على تعزيز برامج التوعية حول مخاطر الفيضانات وكيفية التصرف في حالات الطوارئ.