إسرائيل تعلن قتل قيادي في حزب الله في ضربة جوية على بيروت

قال مصدر أمني لبناني إن ضربة جوية إسرائيلية على الضاحية الجنوبية للعاصمة بيروت قتلت أربعة يوم الثلاثاء من بينهم قيادي في جماعة حزب الله مما شكل ضغطا إضافيا على وقف إطلاق نار هش بين إسرائيل وحزب الله المدعوم من إيران.

 

وقال الجيش الإسرائيلي إن القيادي يدعى حسن بدير وهو عضو في وحدة تابعة لحزب الله وفيلق القدس الإيراني وإن بدير قدم المساعدة لحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) على تخطيط “هجوم إرهابي كبير ووشيك على مدنيين إسرائيليين”.

 

وذكر المصدر الأمني اللبناني أن الهدف من الضربة هو قيادي في حزب الله تتضمن مسؤولياته الملف الفلسطيني. وقالت وزارة الصحة اللبنانية إن الضربة قتلت أربعة من بينهم امرأة وأصابت سبعة.

 

وتلك هي الضربة الجوية الثانية التي تنفذها إسرائيل في غضون خمسة أيام على الضاحية الجنوبية مما أضاف ضغوطا كبيرة على وقف إطلاق نار توسطت فيه الولايات المتحدة وأنهى حربا مدمرة نهاية العام الماضي.

 

وعادت الهجمات على الضاحية الجنوبية في وقت تصعيد أوسع نطاقا في المنطقة مع استئناف إسرائيل للعمليات في قطاع غزة بعد هدنة استمرت شهرين، ومع توجيه الولايات المتحدة لضربات للحوثيين في اليمن لردعها عن مهاجمة سفن في محيط البحر الأحمر.

 

وقال إبراهيم الموسوي النائب عن حزب الله إن الهجوم الإسرائيلي يصل إلى حد الاعتداء السافر الذي يصعد الموقف لمستوى مختلف تماما.

 

وأضاف في تصريح نقله التلفزيون بعد زيارة موقع البناية التي استهدفتها الضربة أن على الدولة اللبنانية تفعيل أعلى مستويات الدبلوماسية للتوصل إلى حل.

 

وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن عنصر حزب الله المقتول شكل “تهديدا حقيقيا ووشيكا… نتوقع من لبنان التصرف للقضاء على المنظمات الإرهابية التي تعمل من داخل حدودها ضد إسرائيل”.

 

ووجهت إسرائيل ضربات قاصمة لحزب الله في الحرب وقتل الآلاف من مقاتليه ودمرت أغلب ترسانته وأكبر قياداته ومن بينهم الأمين العام الراحل حسن نصر الله.

 

ونفت جماعة حزب الله أي ضلوع لها في الهجمات الصاروخية التي وقعت في الآونة الأخيرة من لبنان صوب إسرائيل بما شمل هجوما دفع إسرائيل لشن ضربة جوية على الضاحية الجنوبية يوم الجمعة.

 

وقال مراسل لرويترز في موقع الحدث إن الضربة الجوية ألحقت على ما يبدو أضرارا بالطوابق الثلاثة العليا من مبنى في الضاحية الجنوبية لبيروت وتحطمت شرفات تلك الطوابق. وظل زجاج الطوابق السفلية سليما، مما يشير إلى أن الضربة كانت محددة الهدف. وتوجهت سيارات إسعاف إلى المكان لنقل القتلى والمصابين.

 

ولم يصدر تحذير بإخلاء المنطقة قبل الضربة، وأفاد شهود بأن عائلات فرت في أعقابها إلى مناطق أخرى من بيروت.

 

وندد الرئيس اللبناني جوزاف عون يوم الثلاثاء بالضربة الجوية الإسرائيلية التي وقعت يوم الثلاثاء ووصفها بأنها “إنذار خطير حول النيات المبيتة ضد لبنان”.

 

وأضاف عون “التمادي الإسرائيلي في عدوانيته يقتضي منا المزيد من الجهد لمخاطبة أصدقاء لبنان في العالم وحشدهم دعما لحقنا في سيادة كاملة على أرضنا”.

 

كما ندد رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام بالغارة الإسرائيلية واعتبرها انتهاكا صارخا لقرار مجلس الأمن رقم 1701 واتفاق وقف إطلاق النار.

 

وأكد سلام أنه يتابع عن كثب تداعيات الضربة بالتنسيق مع وزيري الدفاع والداخلية.

 

* دعم أمريكي

 

في نوفمبر تشرين الثاني أوقف اتفاق وقف إطلاق النار الصراع الذي استمر عاما ونص على إخلاء جنوب لبنان من عناصر وأسلحة جماعة حزب الله وأن تنسحب القوات البرية الإسرائيلية من المنطقة وأن ينشر الجيش اللبناني قوات فيها. لكن كل طرف يتهم الآخر بعدم الالتزام الكامل بهذه الشروط.

 

وتقول إسرائيل إن حزب الله لا يزال لديه بنية تحتية في جنوب لبنان بينما تقول جماعة حزب الله ولبنان إن إسرائيل محتلة لأراض لبنانية ولم تنسحب من خمسة مواقع.

 

وقالت وزارة الخارجية الأمريكية يوم الثلاثاء إن إسرائيل تدافع عن نفسها ضد هجمات صاروخية انطلقت من لبنان، وإن واشنطن تحمل “الإرهابيين” مسؤولية استئناف الأعمال القتالية.

 

وقال متحدث باسم الخارجية الأمريكية عبر البريد الإلكتروني ردا على سؤال من رويترز بشأن الضربة الجوية يوم الثلاثاء “استؤنفت الأعمال القتالية لأن الإرهابيين أطلقوا صواريخ على إسرائيل من لبنان” مضيفا أن واشنطن تدعم رد إسرائيل.

 

وبدأت العمليات القتالية بين إسرائيل ولبنان التي أسفرت عن مقتل الآلاف بسبب الحرب على قطاع غزة في 2023 إذ أطلقت جماعة حزب الله الصواريخ على مواقع عسكرية إسرائيلية دعما لحليفتها حركة حماس بالتزامن مع بدء الحرب في قطاع غزة.

 

وتصاعدت الحرب في سبتمبر أيلول عندما كثفت إسرائيل هجماتها لهدف معلن هو ضمان عودة عشرات الآلاف لشمال إسرائيل.

 

وشردت الحرب أكثر من مليون وقتلت 3768 على الأقل في لبنان وفقا لإحصاء وزراة الصحة اللبنانية في نوفمبر تشرين الثاني. ووردت أنباء عن مقتل العشران بنيران إسرائيلية منذ وقف إطلاق النار.

 

ولا تفصل الأرقام التي تصدرها السلطات اللبنانية عدد القتلى من المدنيين والمقاتلين.

 

ووفقا للسلطات الإسرائيلية تسببت ضربات حزب الله خلال الحرب في مقتل 45 مدنيا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان المحتلة إضافة إلى مقتل 73 جنديا في شمال إسرائيل وهضبة الجولان وجنوب لبنان.

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة