أرقام مندوبية التخطيط في عهد السيد بنموسى ،جد متفائلة ،عكس تماما خلاصاتها في عهد المندوب السابق الحليمي .
في عهد بنموسى الوزير السابق في الحكومة الحالية أو الكفاءات، الفقر( المدقع) في تراجع ومتوسط دخل الأسر مرتفع ( عكس ما تلاحظون أيها المتشائمون).
أما في عهد سابقه الحليمي الذي عمر طويلا في المندوبية حتى ظننا أنها كتبت بإسمه حال المقاومة مع الكثيري،حيث قدم للمندوبية بعد تولي منصب وزير الشؤون العامة على عهد حكومة عبد الرحمن اليوسفي رحمه الله ، كانت احصائياته تقلق حكومة اخنوش كما كانت تزعج قبله بنكيران والعثماني ، بل تشكى منها السيد عزيز اخنوش كثيرا وشكك فيها.
هناك ما يشير إلى نوع من “اللطف وبل الحنية” في احصائيات بنموسى ، وهناك نوع من الترحيب لربما بأثرها على المستوى الحكومي ، الأمر يبدو معقولا ،اذ لا يمكن لبنموسى أن ينتقد حصيلة ساهم فيها كوزير .
لكن هل أنشئت مندوبية التخطيط ،لتقديم الحقائق وتقديم التدابير لتجاوزها ام انشئت لتواكب توجهات المندوب.
هذا يطرح مرة أخرى مشكلة الثقة في المؤسسات الحكومية ، ولعل ارقام مراكز البحث المختصة دالة في هذا السياق إذ تشير إلى أن المواطن المغربي لا يثق في المؤسسات المنتخبة والأحزاب السياسية ،بينما تأتي مؤسسات الأمن والجيش في المقدمة ،فقط لأنه يحس بعملها ويدرك مدى انجازاتها الحقيقة على المستوى الميداني.
لا يمكن أن تتغير الوقائع على مستوى الفقر والبطالة ودخل الأسر ومدخراتها فقط بمجرد تغيير المندوب السامي للتخطيط.
لا يمكن لا للباحث والمواطن أن يفهم هذا التحول الذي وقع خلال أشهر ، كما أن الكثيرون يدركون ربما سعي المندوب السابق لنقد العمل الحكومي من خلال الاحصائيات .
في الاخير ،لا بد من التأكيد بأن دور المندوبية يجب أن يكون مختلفا تماما ويجب الآ يرضخ لتوجهات معينة بل للحقائق على أرض الواقع.