في الأول من دجنبر، يبدأ أنطونيو كوستا، رئيس وزراء البرتغال السابق، مهامه كرئيس للمجلس الأوروبي، خلفاً لشارل ميشيل، في إطار الدورة المؤسسية الجديدة للاتحاد الأوروبي.
وجرى في بروكسيل حفل رمزي شهد تسليم شارل ميشيل الجرس التقليدي لـكوستا، وشكل فرصة لتسليط الضوء على أهمية الوحدة السياسية لمواجهة التحديات الراهنة.
وفي كلمته أمام المسؤولين والدبلوماسيين، أكد كوستا أن “الوحدة هي شريان الحياة للاتحاد الأوروبي”، مشدداً على أن بناء أوروبا موحدة يمثل الطريق لتحقيق الأمن والاستقرار والسلام، فضلاً عن الازدهار الاقتصادي والنمو المستدام والتحول المناخي.
ستستمر ولاية كوستا لمدة عامين ونصف، مع إمكانية التمديد لمرة واحدة. وقد عبّر عن عزمه العمل عن كثب مع أورسولا فون دير لاين، رئيسة المفوضية الأوروبية، لتعزيز التعاون بين المؤسسات، مؤكداً رغبته في طي صفحة التوتر الذي طبع العلاقة بين ميشيل وفون دير لاين خلال الفترة السابقة.
كرئيس للمجلس الأوروبي، سيشرف كوستا على قِمم الاتحاد الأوروبي، حيث يضع القادة الأجندة السياسية للتكتل. وعلى الرغم من أن المنصب يفتقر إلى الصلاحيات التنفيذية، إلا أن كوستا أكد أهمية بناء جسور التعاون بين الدول الأعضاء واحترام تنوع آرائهم وثقافاتهم، مشيراً إلى أن هذا التنوع يمثل “قوة أوروبا”.
ومن بين أولوياته الرئيسية، دعم أوكرانيا في مواجهة روسيا، وتعزيز سياسة الدفاع والقدرة التنافسية، وإدارة ملف الهجرة، وإصلاح ميزانية الاتحاد الأوروبي. كما يضع توسيع الاتحاد الأوروبي ضمن أولوياته، مع التشديد على ضرورة التقدم في مفاوضات الانضمام دون عقبات لا مبرر لها.
وأكد كوستا أن السلام في أوكرانيا يجب أن يكون مبنياً على القانون الدولي، مشدداً على أن الحرب على الأراضي الأوروبية تهدد المبادئ العالمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة.
يسعى كوستا إلى إجراء تغييرات في آليات عمل المجلس الأوروبي، بما في ذلك تقليص قِمم الاتحاد الأوروبي إلى يوم واحد بدلاً من يومين، مع إعداد استنتاجات مسبقة للقضايا المحورية. كما يخطط لتنظيم “معتكفات غير رسمية” للقادة في مواقع خارج بروكسل لمناقشة القضايا الاستراتيجية بعيداً عن الضغوط المؤسسية.
وتُعقد أولى هذه المعتكفات في فبراير 2024 وتركز على ملف الدفاع، بمشاركة الأمين العام للناتو مارك روته، وتهدف هذه اللقاءات إلى خلق بيئة مفتوحة لتبادل الأفكار بعيداً عن قيود اتخاذ القرار الفوري.
ويُذكر أن كوستا، الذي ينحدر من أصول هندية وفرنسية-موزمبيقية، يُعد أول شخص ملون يشغل منصباً رفيعاً في تاريخ الاتحاد الأوروبي. وصفته الأوساط السياسية بأنه شخصية قادرة على الموازنة بين وضوح الرؤية والحفاظ على التوافق، وهو ما يعد ضرورة في مرحلة حاسمة بالنسبة لأوروبا.