نظمت وزارة الأوقاف والشؤون الإسلامية، مساء أمس الخميس بمعهد محمد السادس لتكوين الأئمة المرشدين والمرشدات، أمسية رمضانية احتفاء بالذكر الحكيم وأهله، وذلك بمناسبة “ليلة القرآن”، التي تنظمها الوزارة سنويا في إطار اهتمامها بكتاب الله والعناية بحفظته ومجوديه.
وشكلت هذه الأمسية فرصة لاستعراض المنجزات التي تم تحقيقها في خدمة القرآن الكريم والاستماع لما تيسر من الذكر الحكيم بأصوات نخبة من القراء المهرة من المغرب وخارجه، علاوة على تكريم ثلة من خدام كتاب الله من الحافظين والحافظات وممن كان لهم إسهام واضح في تحفيظ ودراسة القرآن الكريم ونشر تعاليمه.
وأكد وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، أحمد التوفيق، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذه الأمسية يعكس الاهتمام الكبير الذي يحظى به القرآن الكريم وأهله بالمغرب، تحت رعاية أمير المؤمنين، موضحا أن هذه الليلة تقام منذ سنة 2004 بهدف تثبيت تقاليد حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وتعزيز النهج المغربي في الترتيل، كما تشكل مناسبة لتكريم خ د ام القرآن الكريم من محفظين ومقرئين ومشاركين في المسابقات الوطنية والدولية.
وأشار الوزير إلى أن الوزارة تواصل جهودها في دعم الكتاتيب القرآنية وتأهيلها، حيث بلغ عددها أكثر من 12 ألف كتاب قرآني، يعمل فيها 14 ألف محفظ ومحفظة، ويستفيد منها أكثر من 400 ألف متمدرس.
كما سجل أن الوزارة تعمل على تقويم المسار الدراسي لحفظة القرآن، من خلال التعليم العتيق، وتطوير مناهج الدراسات القرآنية بجامعة القرويين، مشيرا إلى أنه من المقرر اشتراط الحفظ الكامل للقرآن للالتحاق بدار الحديث الحسنية، وإحداث برامج للماستر والدكتوراه في معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية.
وأبرز الوزير الدور الذي تضطلع به مؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، التي قامت بتوزيع 500 ألف نسخة من المصحف المحمدي الشريف هذه السنة، بما في ذلك المصاحف الموجهة إلى الهيئات الحكومية والقنصليات والبلدان الإفريقية، مضيفا أن الوزارة تسعى حاليا إلى طباعة المصحف المغربي باللغات الإفريقية المحلية، حرصا على إيصال القرآن الكريم إلى أكبر شريحة من الناس، وضمان دقة ضبطه ونطقه.
من جهته، أعرب قدوري الهاشمي، الصحفي بإذاعة محمد السادس للقرآن الكريم، عن اعتزازه الكبير بالتكريم الذي ناله نظير النجاح الذي حققه البرنامج الإذاعي الذي يقدمه “يوم مع قارئ” في الوصول إلى عدد كبير من الأسر المغربية، معتبرا أن “الفوز بجائزة لها صلة بكتاب الله عز وجل، هو شعور جميل لا يضاهى”.
وأشار إلى أن البرنامج الذي ي شرف عليه يهدف إلى التعريف بمجموعة من القراء سواء من الشباب الذين شرعوا في حفظ كتاب الله، أو من ذوي التجربة الطويلة في هذا المجال، ومشاركة مسارهم بغرض تقديم نماذج وقدوات تحتذي بها الأجيال الصاعدة وتشجعها على الالتحاق بركب حفظة القرآن.
بدوره، أكد الخطاط محمد العسري الذي تم تكريمه نظير مساهمته بكتابة مصحف ضعاف البصر لمؤسسة محمد السادس لنشر المصحف الشريف، أن كتابة المصحف الشريف شرف عظيم لأي خطاط، وتكريس لجهود خدمة القرآن الكريم، مضيفا أن هذه المبادرات من شأنها أن ت حفز الأجيال الشابة على الاهتمام بفنون الخط العربي، لا سيما في مجال كتابة المصحف الشريف وفق القواعد الأصيلة.
وتم خلال هذه الأمسية أيضا تكريم المحفظة الزهرة الكيات والمحفظ امحمد الكنتاوي اللذين تخرج على يديهما عدد كبير من الحفاظ، والطفلين الحافظين زيد البقالي وخديجة آيت بجا، والدكتور عبد الهادي حميتو نظير جهوده العلمية الكبيرة في خدمة القرآن الكريم، علاوة على الخطاطة شريفة الحيمري لقاء مساهماتها في تخطيط ورسم المصحف الشريف.
كما تم تكريم الطالب أشرف حائر، الحاصل على أعلى درجة من معهد محمد السادس للقراءات والدراسات القرآنية، والحافظين لكتاب الله عبد الكريم أزروال ومليكة لحلاح، وهما من ذوي الاحتياجات الخاصة.