توصلت الولايات المتحدة إلى أن أفرادا من قوات الدعم السريع السودانية والفصائل المتحالفة معها ارتكبوا إبادة جماعية في السودان وفرضت عقوبات على قائد تلك القوات بسبب صراع أودى بحياة عشرات الآلاف ونزوح الملايين.
وتوجه هذه الإجراءات ضربة للمحاولات التي تبذلها قوات الدعم السريع من أجل تحسين صورتها وتأكيد شرعيتها عبر وسائل منها تشكيل حكومة مدنية، إذ تسعى القوات شبه العسكرية إلى توسيع رقعة الأراضي الخاضعة لسيطرتها حاليا والتي تصل إلى نصف مساحة البلاد تقريبا.
وأعلنت قوات الدعم السريع رفضها للإجراءات التي اتخذتها الولايات المتحدة.
وقالت قوات الدعم السريع ردا على أسئلة من رويترز “لقد عاقبت أمريكا من قبل المناضل الأفريقي العظيم نيلسون مانديلا وكانت خاطئة واليوم تقدم مكافئة لمن أشعل الحرب بمعاقبة الفريق محمد حمدان دقلو وهي أيضا خاطئة”.
وشهدت الحرب في السودان ارتكاب أعمال عنف ذات دوافع عرقية واُتهمت قوات الدعم السريع بالمسؤولية عن معظمها. كما أطلقت القوات شبه العسكرية حملات نهب جماعية في مناطق واسعة من البلاد نفذت خلالها عمليات قتل واعتداءات جنسية عشوائية بحق مدنيين.
وتنفي قوات الدعم السريع إلحاق الأذى بالمدنيين وتتهم جهات أخرى بالمسؤولية عن ذلك وتقول إنها تحاول السيطرة على هذه الجماعات.
وقال وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في بيان إن قوات الدعم السريع والفصائل المتحالفة معها استمرت في مهاجمة المدنيين وقتل رجال وصبية على أساس عرقي واستهداف نساء وفتيات من جماعات عرقية بعينها عمدا لاغتصابهن وممارسة أشكال أخرى من العنف الجنسي.
وذكر بلينكن أن قوات الدعم السريع استهدفت أيضا المدنيين الفارين من الصراع وقتلت أبرياء.
وأضاف “الولايات المتحدة ملتزمة بمحاسبة المسؤولين عن هذه الأعمال الوحشية”.
وأعلنت واشنطن فرض عقوبات على قائد قوات الدعم السريع محمد حمدان دقلو المعروف باسم حميدتي ومنعته هو وأسرته من السفر إلى الولايات المتحدة وجمدت أي أصول ربما تكون له هناك.
وتواجه المؤسسات المالية وغيرها من الجهات التي تتعامل مع دقلو في أنشطة بعينها مخاطر التعرض لعقوبات أيضا.
وسبق أن فرضت واشنطن عقوبات على قادة آخرين في قوات الدعم السريع ومسؤولين في الجيش، لكنها لم تفرض عقوبات على دقلو من قبل مع استمرار محاولاتها لإجراء محادثات بين الجانبين.
لكن هذه المحاولات تعثرت في الأشهر القليلة الماضية.
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية في بيان منفصل “بصفته قائدا لقوات الدعم السريع، يتحمل حميدتي المسؤولية القيادية عن التصرفات البشعة وغير القانونية التي ارتكبتها قواته”.
وقال بلينكن إن العقوبات استهدفت أيضا سبع شركات مملوكة لقوات الدعم السريع في الإمارات وشخصا آخر بسبب دورهم في توفير أسلحة لهذه القوات.
وتمثل هذه الشركات جزءا من شبكة مالية واسعة تشمل مناجم ذهب ومصارف أسسها دقلو وأفراد من عائلته وتمتد من الإمارات إلى السودان وحتى الدول المجاورة.
وذكرت رويترز في تقرير أن عشرات الطائرات أقلعت من الإمارات إلى تشاد لتسليح قوات الدعم السريع على الأرجح.
وتنفي الإمارات هذه الاتهامات، لكن لجنة خبراء تابعة للأمم المتحدة قالت إن هذه البيانات موثوق بها.