بدأ رئيس مجلس الشيوخ الفرنسي، جيرارد لارشي، زيارة رسمية إلى المغرب تمتد حتى 26 فبراير، برفقة وفد فرنسي رفيع المستوى يضم شخصيات سياسية بارزة، في خطوة توثق متانة العلاقات الثنائية بين البلدين. وتشمل الزيارة لقاءات مع كبار المسؤولين المغاربة، من بينهم رئيس الحكومة عزيز أخنوش ووزير الخارجية ناصر بوريطة، بالإضافة إلى زيارة رمزية لضريح محمد الخامس. وتأتي هذه الزيارة بعد أسبوع من زيارة وزيرة الثقافة الفرنسية رشيدة داتي إلى الأقاليم الجنوبية، التي أثارت استياء في الأوساط الجزائرية.
وسيخصص اليوم الثالث من الزيارة لجولة في جهة العيون-الساقية الحمراء بالصحراء المغربية، حيث سيطلع الوفد الفرنسي على مجموعة من المشاريع التنموية، أبرزها المركز الاستشفائي الجامعي الجديد ومشاريع بنية تحتية ضمن النموذج التنموي الجديد للأقاليم الجنوبية. وتعد هذه الزيارة بمثابة تأكيد واضح على الموقف الفرنسي المتجدد الداعم لمغربية الصحراء، كما تؤكد رغبة باريس في تعزيز الشراكات الاقتصادية والسياسية مع الرباط، خاصة في الأقاليم الجنوبية التي أصبحت تمثل بوابة استراتيجية للاستثمار والتنمية في إفريقيا.
كما تأتي زيارة لارشي في ظل تصاعد التوتر بين الجزائر وباريس، لا سيما بعد تحركات فرنسية متكررة تعزز موقف المغرب في قضية صحرائه. ورغم الانتقادات الجزائرية المتوقعة، تواصل فرنسا خطواتها لتعميق علاقاتها الاستراتيجية مع المغرب دون تراجع.