الريسوني: مدونة الأسرة قد تدفع إلى العزوف عن الزواج

 

أثارت المقترحات المقدمة لتعديل مدونة الأسرة موجة من الجدل، خاصة في أوساط الفقهاء الذين عبروا عن قلقهم من التعديلات المقترحة، والتي اعتبروها بمثابة ضغط على الرجل. ويعتقد كثيرون أن هذه التعديلات قد تؤدي إلى تراجع في معدلات الزواج في حال اعتمادها.

الانتقادات الفقهية لتعديلات مدونة الأسرة

في هذا السياق، انتقد أحمد الريسوني، الفقيه المقاصدي والرئيس السابق للاتحاد العالمي لعلماء المسلمين، التوجهات الجديدة في مدونة الأسرة، مشيرًا إلى أن هذه التعديلات تأتي ضمن إطار يمكن مناقشته واجتهاده، إلا أنه اعتبر أن هناك ضغطًا على الرجل في مختلف مراحل الحياة الزوجية، مما قد يكون له آثار سلبية على الأسرة والمجتمع.

 

تحذيرات الريسوني: آثار سلبية على الشباب والأسرة

وقال الريسوني إن هذا الاتجاه قد يساهم في زيادة العزوف عن الزواج لدى الشباب، نتيجة للضغوط والتسهيلات المتاحة لحياة العزوبية والعلاقات الحرة. وأكد أن المرأة قد تحظى بمزيد من الحقوق، لكن ذلك قد يجعل إيجاد الزوج أمرًا أكثر صعوبة في المستقبل، وربما سيحتاج الأمر إلى حلول غير تقليدية لتمويل الزواج.

من جهته، صرح وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية بأن المجلس العلمي الأعلى وافق على غالبية المقترحات المتعلقة بتعديل مدونة الأسرة، مع تحديد بعض النقاط التي لا يمكن الاجتهاد فيها مثل استعمال الخبرة الجينية للحاق النسب، وإلغاء قاعدة التعصيب، إضافة إلى التوارث بين المسلم وغير المسلم.

 

مواقف متباينة حول أثر التعديلات على العلاقات الزوجية

وأوضحت المذكرات الرسمية أن المجلس قد أبدى موافقته على عدة مقترحات مهمة مثل إمكانية عقد الزواج للمغاربة المقيمين بالخارج دون حضور الشاهدين المسلمين في حال تعذر ذلك، اعتبار العمل المنزلي للزوجة مساهمة في المال المشترك، بالإضافة إلى وجوب النفقة على الزوجة بمجرد العقد عليها.

في الختام، تبقى التعديلات المقترحة موضوعًا للجدل المستمر بين الفقهاء والمجتمع المدني، حيث يرى البعض أنها ستكون لها تأثيرات مباشرة على دور الرجل في الحياة الزوجية وتوازن العلاقات الأسرية، في حين يؤكد آخرون أنها تمثل خطوة نحو تحقيق العدالة بين الزوجين.

 

 

يمكنكم مشاركة المقال على منصتكم المفضلة