تصاعدت الأزمة بين فرنسا والجزائر بعد أن وصف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون اعتقال الكاتب بوعلام صنصال في الجزائر بـ”الاحتجاز التعسفي”، مطالبًا بإطلاق سراحه لاستعادة الثقة بين البلدين. في المقابل، رفضت السلطات الجزائرية التدخل الفرنسي، مؤكدة رفضها “الإنذارات والتهديدات” وتطبيق مبدأ المعاملة بالمثل. ويأتي هذا التصعيد في ظل إضراب صنصال عن الطعام منذ أيام، وسط ضغوط فرنسية وأوروبية للإفراج عنه.
إلى جانب ذلك، عاد ملف الهجرة ليؤجج التوتر، حيث دعا ماكرون إلى احترام اتفاقيات 1994 بشأن إعادة المهاجرين الجزائريين غير النظاميين، بينما يسعى رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا بايرو إلى مراجعة اتفاقيات 1968 الخاصة بوضع الجزائريين في فرنسا. وقد قوبل هذا التوجه برفض رسمي من الجزائر، التي اتهمت باريس بـ”الإخلال بالتزاماتها الوطنية والدولية” عبر اتخاذ قرارات ترحيل تعسفية وحرمان مواطنيها من حقوقهم القانونية في الطعن.
ويرى مراقبون أن الأزمة الحالية تؤكد تدهور العلاقات بين البلدين، خاصة بعد التقارب الفرنسي المغربي، واعتراف باريس بمغربية الصحراء. حيث يشكل هذا التحول نقطة خلاف جوهرية مع الجزائر، التي ترى فيه انحيازًا ضدها، مما يزيد من تعقيد العلاقات ويجعل فرص التهدئة ضئيلة في المستقبل القريب.