التعاون الأكاديمي والتعليمي بين المغرب وفرنسا: رؤية 2024-2026

 

أكد وزير الداخلية عبد الوافي لفتيت، اليوم الثلاثاء بالرباط، على متانة التعاون بين المغرب وفرنسا في مجالات الأمن والهجرة، وهو تعاون مبني على تطابق الرؤى بشأن التحديات الأمنية، وتبادل المعلومات والخبرات، خاصة في مجال مكافحة الإرهاب. جاء هذا التصريح خلال ندوة صحافية مشتركة مع نظيره الفرنسي برونو ريتايو، على هامش زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى المغرب.

 

تطرق اللقاء إلى عدد من القضايا ذات الاهتمام المشترك، بما في ذلك التعاون الأمني والهجرة، وأكد لفتيت على التزام البلدين بمكافحة الهجرة غير النظامية، وتسهيل التنقلات النظامية، من خلال أجندة شاملة تهدف إلى تعزيز التعاون على أساس المسؤولية المشتركة بين دول المصدر والعبور والإقامة.

 

وفي هذا السياق، أوضح لفتيت أن المغرب وفرنسا يسعيان لتعزيز التعاون في قضايا القاصرين غير المرفقين، حيث تم التوقيع على خطة عمل للتعاون التقني بشأن عودتهم. كما أشار إلى الجهود المشتركة في مكافحة الاتجار بالمخدرات والمؤثرات العقلية، التي تعتمد على تفكيك الشبكات وتقليص العرض، مع تعزيز التعاون الدولي في هذا المجال.

وفي إطار تعزيز الشراكة بين البلدين، تم اليوم الثلاثاء التوقيع على مجموعة من الاتفاقيات بين مؤسسات وشركات مغربية وفرنسية، في لقاء ريادة الأعمال المغرب-فرنسا، مما يعكس الطموح المشترك لتعزيز العلاقات في مختلف القطاعات الاستراتيجية. شملت هذه الاتفاقيات مجالات متعددة مثل الهيدروجين الأخضر، وتطوير المشاريع المستدامة، بالإضافة إلى اتفاقيات تعاون في مجالات التمويل والاستثمار.

 

على مستوى التعليم والتعاون الأكاديمي، أجرى وزير التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، محمد سعد برادة، مباحثات مع نظيرته الفرنسية آن جينيتي، تمحورت حول تعزيز التعاون الثنائي في قطاع التربية. يأتي هذا اللقاء بعد توقيع إعلان نوايا للتعاون في مجال التربية 2024-2026، والذي يعكس التزام فرنسا بدعم جهود المغرب لتطوير نظامه التعليمي. كما تناول اللقاء التعاون في مجال تعليم اللغة العربية في فرنسا، ودعم جهود مكافحة الهدر المدرسي.

 

وفي نفس السياق، عقد وزير التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، عز الدين ميداوي، لقاء مع نظيره الفرنسي باتريك هيتزل، حيث أكدا على جودة العلاقات الأكاديمية والعلمية بين البلدين. وتم خلال اللقاء التباحث حول سبل تنفيذ إعلان النوايا في مجال التعليم العالي والبحث العلمي والابتكار، حيث تعتبر فرنسا الشريك الأكاديمي والعلمي الأول للمغرب.

 

وفيما يخص قضايا الطاقة، أكدت وزيرة الانتقال الطاقي والتنمية المستدامة ليلى بنعلي على ضرورة تعزيز الشراكات بين المغرب وفرنسا في مجال الانتقال الطاقي لمواجهة التغير المناخي. وأشارت بنعلي إلى أن الاتفاقيات الموقعة بين البلدين في مجال الهيدروجين الأخضر تمثل خطوة هامة نحو بناء شراكة مستدامة تهدف إلى تمكين سكان ضفتي البحر الأبيض المتوسط من مواجهة تحديات المناخ بشكل مشترك.

 

تشمل هذه الشراكات الجديدة أيضا جهود التعاون في مجال الزراعة والصناعة الفلاحية، حيث تم عقد جلسة نقاش حول أهمية الفلاحة المستدامة في تحقيق الأمن الغذائي والنمو الاقتصادي. وأكد المشاركون في هذه الجلسة على ضرورة تبني ممارسات مبتكرة لمواجهة التغير المناخي وتعزيز الإنتاجية الزراعية، بما يسهم في دعم الاقتصاد الفلاحي وتحقيق الأمن الغذائي.

 

تجسد هذه اللقاءات والاتفاقيات الروابط التاريخية القوية بين المغرب وفرنسا، واستشراف مستقبل مشترك وطموح يعزز التعاون الثنائي في مختلف المجالات، سواء في المجال الأمني أو الاقتصادي أو التعليمي، بما يتماشى مع تطلعات قيادتي البلدين.

 

إقرأ أيضا…..


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد