مع حلول شهر رمضان المبارك، تشهد الشواطئ تحولاً دراماتيكياً؛ فقد أصبحت، فيما يُفترض أن تكون ملاذاً للسكينة والتأمل، تصبح ساحة للإفطار، وتتحول فيها روح الشهر إلى مجرد خلفية لتراخي المسؤولية البيئية. حيث يتوافد العديد من الأسر والأصدقاء إلى الشواطئ للاستمتاع بأجواء الإفطار الرمضاني، لكن وراء هذه اللقاءات العائلية والودية يكمن واقع مرير يتمثل في ترك بقايا الطعام والنفايات البلاستيكية التي تتراكم وتلوث السواحل وتعرض الحياة البحرية لمخاطر جسيمة.
إن ما يحدث على هذه الشواطئ ليس مجرد إهمال بسيط، بل هو انعكاس صارخ لتجاهل مبادئ الحفاظ على البيئة في خضم الاحتفالات. ففي وقت يُحتفى فيه بالروحانية والتقرب إلى الله، يظهر التناقض الواضح حين يتحول الإفطار إلى حدث استهلاكي يطغى عليه النفاق البيئي. وبينما ينعم البعض بمتعة الإفطار تحت ضوء القمر وصوت الأمواج، تُرمى المخلفات بلا مبالاة، في إشارة إلى فقدان الوعي البيئي والمسؤولية تجاه الطبيعة.
ترى هل سنتمكن من استعادة الوعي البيئي والتخلي عن التراخي الذي يقوض مستقبلنا؟ ففي ظل هذا التناقض الصارخ، يصبح من الضروري أن نعيد النظر في قيمنا وأن نضع حماية البيئة في مقدمة أولوياتنا، حتى تظل الشواطئ رمزاً للجمال والروحانية لا لمهبط النفايات والإهمال.