مع تزايد اكتظاظ السجون المغربية، لا سيما بالمعتقلين احتياطياً، أشار محمد صالح التامك، المندوب العام لإدارة السجون وإعادة الإدماج، إلى أهمية معالجة هذه القضية عبر مذكرة جديدة وجهها إلى مختلف مديري السجون. تأتي هذه الخطوة في إطار جهود الدولة لتخفيف الضغط عن المؤسسات السجنية وتوفير ظروف أفضل للمعتقلين.
تمت الإشارة إلى أن المذكرة التي أُحيلت عبر مديرية الضبط القضائي تتضمن توجيهات واضحة بشأن إعداد ملفات لوائح ترشيحات للإفراج عن المعتقلين، وذلك وفقاً لشروط محددة. فقد تم إرسال لوائح أولية لمعتقلين إلى مديري السجون، تتعلق ببعض المعتقلين الذين يُعتقد أنهم يستوفون الشروط القانونية، حسب وضعيات حالاتهم الجنائية.
تطالب المذكرة بضرورة “التقيد بالتركيز في مرحلة أولى على الحالات الإنسانية”، وهي خطوة تهدف إلى ضمان معالجة قضايا المعتقلين الذين يعانون من ظروف خاصة أو صحية. كما تشمل المذكرة المدانين بعقوبات جنائية والذين لم يتبق من محكوميتهم سوى سنة أو أقل، بالإضافة إلى المدانين بجنح.
الأبعاد الإنسانية للإفراج
تُعتبر هذه المبادرة جزءًا من جهود أكبر تهدف إلى تحسين ظروف الاعتقال وتحقيق العدالة، حيث تساهم في تخفيف المعاناة عن العديد من الأسر. إن الإفراج عن المعتقلين الذين يستوفون الشروط القانونية يُعد خطوة إيجابية نحو تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الإنسان.
الإجراءات المرتبطة بالمذكرة
وفقاً لمصادر مطلعة، ستقوم الإدارات المعنية بتقييم الحالات الفردية للمعتقلين وتحديد مدى ملاءمتهم للإفراج وفقًا للمعايير المحددة في المذكرة. كما أن هناك التزامًا بمراعاة المعايير القانونية المعمول بها، مما يعكس حرص إدارة السجون على تحقيق العدالة ومراعاة حقوق الإنسان.
التحديات والآفاق
على الرغم من أن هذه الخطوة تمثل بداية إيجابية، إلا أن هناك تحديات كبيرة تواجه تنفيذها. فالاكتظاظ في السجون ليس مجرد نتيجة لعدد المعتقلين، بل هو انعكاس لمجموعة من العوامل الاجتماعية والاقتصادية. لذا، يجب أن تُصاحب هذه المبادرات جهود أوسع تتضمن إصلاحات قانونية واجتماعية.
إن التحرك نحو الإفراج عن المعتقلين يُظهر التزام المغرب بتحسين أوضاع السجون والحرص على تطبيق مبدأ العدالة. وفي الوقت نفسه، يشير إلى الحاجة المستمرة لمراجعة السياسات الجنائية لضمان تحقيق التوازن بين الأمن وحقوق الأفراد.
اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24
اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.
تعليقات ( 0 )