الامتداد الصوفي المغربي في غرب إفريقيا يتعزز عبر الطريقة التيجانية

 

شارك وفد من العلماء المغاربة، برفقة القائم بالأعمال في سفارة المغرب في دكار، محمد كريم حليم، في الحفل الديني  على الطريقة التيجانية بمدينة تيفوان السنغالية، بمناسبة الاحتفال بذكرى المولد النبوي الشريف.

 

الحفل الرسمي، الذي جرى بحضور أعضاء من الحكومة السنغالية ووفود تيجانية من عدة دول أجنبية، إلى جانب آلاف المريدين، شكل مناسبة لإبراز الامتداد الصوفي المغربي في غرب إفريقيا، وتجسيد العلاقات الروحية المتينة التي تربط المغرب بهذه الدول. في كلمته خلال الحفل، أكد الخليفة العام للطريقة التيجانية، سيرين بابكر سي منصور، على أهمية القيم النبوية في تعزيز السلام والوحدة والعدالة في المجتمع، داعيًا إلى العودة لتعاليم النبي محمد صلى الله عليه وسلم لبناء مجتمع أكثر عدالة واحترامًا للقيم الإسلامية.

 

من جانبه، أوضح بدر محي الدين، رئيس المجلس العلمي المحلي لمدينة سلا وعضو الوفد المغربي، أن مشاركة المغرب في هذا الحدث تعكس عمق العلاقات التاريخية والروحية بين المغرب ودول غرب إفريقيا. كما أشار إلى الجهود التي تبذلها المملكة، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، لتعزيز هذه العلاقات، بما في ذلك دور مؤسسة محمد السادس للعلماء الأفارقة في تكوين الأئمة والمرشدين الدينيين في السنغال.

 

وفي السياق ذاته، شهدت مدينة آسا في إقليم آسا الزاك، ندوة فكرية حول “العلاقات الروحية بين المملكة المغربية وغرب إفريقيا، الزاوية التيجانية نموذجًا“. شارك في الندوة أكاديميون وباحثون من المغرب ودول غرب إفريقيا، حيث استعرضوا الدور المحوري للزوايا المغربية، ولا سيما الزاويتين التيجانية والقادرية، في نشر الإسلام وترسيخ القيم الدينية في غرب إفريقيا. وأوضح المشاركون أن هذه العلاقات الروحية تعود إلى قرون خلت، وأنها أسهمت في تعزيز الروابط بين المغرب وهذه الدول.

 

وفي مداخلته، أكد صوري محمدي، أستاذ علوم الدين من بوركينا فاسو، على الدور البارز للطريقة التيجانية في تحقيق الأمن الروحي والديني المعتدل في غرب إفريقيا منذ تأسيسها. بينما أشار التيجاني با، القاضي الشرعي بمحكمة كفرين في السنغال، إلى التشابه الكبير بين المغرب والسنغال في التمسك بالعقيدة الأشعرية والمذهب المالكي، لافتًا إلى التأثير الكبير للمغرب في تكوين العلماء السنغاليين، وخاصة من خلال جامعة القرويين.

 

كما أشار الشيخ ولد الزين، أستاذ أصول الفقه ومقاصد الشريعة في موريتانيا، إلى دور الزوايا المغربية في تعزيز الروابط الروحية بين المغرب وبلاد شنقيط، حيث أسهمت الرحلات المتواصلة بين شيوخ التيجانية في نشر هذه الطريقة وتعزيز الامتداد الديني المغربي في المنطقة.

 

تأتي هذه الفعاليات ضمن الاحتفالات  بذكرى المولد النبوي الشريف، حيث يسعى منظمو الموسم الديني السنوي لزاوية آسا إلى إبراز مظاهر احتفال القبائل الصحراوية المغربية بهذه المناسبة، من خلال أنشطة الذكر والمديح والإنشاد الديني.

 

يؤكد هذا التجمع الديني الكبير على عمق الامتداد الصوفي المغربي في غرب إفريقيا، حيث تبرز دور  الزوايا المغربية في تعزيز العلاقات الروحية والدينية بين المغرب ودول المنطقة. كما يعكس الجهود المستمرة التي تبذلها المملكة المغربية لتعزيز العلاقات مع دول غرب إفريقيا عبر القيم الصوفية المشتركة، بما يعزز الوحدة والسلام في المنطقة.

للمزيد  إقرأ كذلك 


اكتشاف المزيد من مغربنا24 - Maghribona24

اشترك للحصول على أحدث التدوينات المرسلة إلى بريدك الإلكتروني.

تعليقات ( 0 )

اترك رد