في خطوة ربما كانت تهدف إلى إبراز اهتمام الحكومة بتاريخ أكادير بعد الزلزال المدمر الذي عرفته المدينة، أشرف عزيز أخنوش، الجمعة على تدشين “متحف إعادة بناء أكادير بعد الزلزال”، إضافة إلى إعطاء الانطلاقة لأشغال تهيئة أربع ساحات عتيقة، كانت قد أُنشئت مباشرة بعد الكارثة. لكن في الوقت الذي يُحتفل فيه بهذا الماضي، يتجاهل أخنوش واقعاً معاصراً أكثر إلحاحاً يعاني منه المواطنون اليوم.
لو كان رئيس الحكومة قد أخذ وقتاً لزيارة الأسواق الشعبية في أكادير، لكان قد شهد بنفسه “زلزال الأسعار” الذي يعصف بالمواطنين، خصوصا قبل يوم أو يومين من شهر رمضان. حيث العديد من العائلات في المدينة تجد نفسها عاجزة عن تحمل تكاليف احتياجاتها الأساسية. فبدلاً من الاهتمام بمشاريع تحتفل بماضي أكادير الأليم، كان من الأولى به أن ينزل إلى الواقع ويتفقد أحوال الناس الذين يرزحون تحت وطأة الارتفاع الحاد في أسعار المواد الأساسية.
زيارة الأسواق كانت ستمنح أخنوش فرصة للاطلاع على معاناة المواطنين بشكل مباشر، ولعلها كانت ستؤدي إلى اتخاذ إجراءات أكثر فاعلية لمعالجة “زلزال الأسعار” الذي يعيشه المغاربة. بدلاً من إحداث مشاريع تركز على ماضٍ بعيد، فإن المعاناة اليومية للمواطنين تتطلب تدخلات فورية وعملية، خصوصاً مع التعليمات الملكية السامية التي أمر بها جلالة الملك محمد السادس، حيث كان على رئيس الحكومة أن يكون أكثر حضوراً في الساحة، ليظهر دعمه الفعلي للمواطنين في مواجهة غلاء المعيشة.